رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

تذكرت قصيدة (يمكننى أن أكتب) للشاعر الثائر بابلو نيرودا.. تذكرت الكلمات وأنا أتابع جنازة الشهيدة الفلسطينية شيرين أبوعاقلة والمشهد العبثى الحقير الذى حاولت خلاله سلطات الاحتلال التعدى على نعشها وكاد جثمانها أن يسقط لولا تدخل الفلسطينيون لحمايتها.

يقول نيرودا: يمكننى الليلة أن أكتب أتعس الأشعار، لابد أن أتكلم عن الأرض التى تجعلها الأحجار مظلمة. عن النهر الذى يدمر نفسه، ما هى بذكريات هذه الأشياء التى عبرت بذهنى بل هى وجوه دامعة. أصابع على الحلق. وتلك التى تتساقط من الأوراق ظلمة يوم مضى. يوم تغذى على دمنا الحزين!.

الكلمات أقل من الحدث وأقل من أى مؤامرة.. ولكن قصائد نيرودا دائمًا معى فى ذاكرتى وقد عبرت عن كفاح وحياة الشاعر الأسبانى ما بين المعتقلات والمنافى.

شيرين أبوعاقلة لم تكن مجرد صحفية تنقل وتحلل أخبار الأرض المحتلة بقدر ما كانت ضمير القدس التى ولدت بها وتركت وصيتها بأن تدفن فى موطنها.

شيرين كانت من أكفأ من تابع قضية الوطن فقد قامت بتغطية أكثر من ألفى حدث وكانت تعتمد فى كتابتها على ربط القضايا المعاصرة. وبين التاريخ كانت ترى أن غياب النخب المتحكمة فى المشهد الفلسطينى الإسرائيلى يزداد ارتباكا واشتباكا ومحاصره لكل القيم العادلة ذلك ان غياب دور المؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدنى هذا الغياب نتيجة لكل ما مر من عوامل مقاومة الاستبداد والقمع بفعل غياب المعادل الموازى والضاغط فى مواجهة العدو الإسرائيلى.

يضاف إلى ذلك تراجع دور الحركات السياسية والأحزاب والتجمعات والمنظمات المعارضة لسلطات الاحتلال باستثناء الايديولوجية الإسلامية مما يعطى الضوء الأخضر لكل ما هو كلاسيكى أو على الأقل معاد للراديكالية.

شيرين أبوعاقلة ارتاحت للفكر اليسارى فكانت ضرباتها موجعة.. ولهذا كان الانتقام من العدو مكثفا فقد فجر السلاح الإسرائيلى جمجمتها وأتموا التشفى منها حين حاولوا الاعتداء على موكب وداعها ولعل رد الفعل الفلسطينى يكون رادعا لصلف العدو الهمجى.

Nader nashed [email protected] gmail.com