رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

فوز مكتبة الأسكندرية برئاسة الدكتور «مصطفى الفقي» مدير المكتبة، بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع النشر والتقنيات الثقافية يعد تكريمًا لمصر، ومن الجدير بالذكر أن تلك الجائزة تُمنح كل سنة لصناع الثقافة، والمفكرين، والمبدعين، والناشرين، والشباب، عن مساهماتهم فى مجالات التنمية، والتأليف، والترجمة فى العلوم الإنسانية التى لها أثر واضح فى إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وذلك وفق معاييرَ علمية وموضوعية.

حصول مكتبة الأسكندرية على تلك الجائزة لم يأت من فراغ، فذلك الصرح الثقافى الهائل منبر العلم والعلماء، فمن يتأمل شعار المكتبة يجد أنه يتكون من ثلاثة عناصر: قرص شمس غير مكتمل، مياه البحر، الفنار، وكأنه يعبر عن روح المدينة الساحلية المشرقة والتاريخية.

البعض يعتقد أن مكتبة الإسكندرية للقراءة والاطلاع فقط، ولكن على أرض الواقع تلعب دورًا هامًا فى التصدى فكريًا للقضايا المعاصرة، كالإرهاب اى تقاوم الإرهاب الفكرى وايضًا النفسى من خلال ما يتم عقده بصفة دورية من ندوات وايضًا حفلات، تهتم بالفن الهادف بجميع أنواعه، ومن جانب آخر تنير الفكر للمشروعات القومية التى تتم فى مصر ولا يعلم عنها الكثير مثل سلسلة مؤتمرات مصر تتغير، والصعيد يتغير ليلقى الضوء على المشروعات التى تتم داخل صعيد مصر واستكمال المشروع القومى لحياة كريمة، فهى بمثابة قوة ناعمة لمصر، بخلاف أنها لعبت دورًا محوريًا فى تأسيس أكبر مكتبة رقمية عالمية، والتى أطلقتها من باريس منظمة اليونسكو، بالتعاون مع مكتبة الكونجرس وجهات علمية أخرى تتيح لمستخدميها من خلالها الاطلاع على كنوز العالم المعرفية عبر الأرشيف الإلكترونى الذى يتضمن مقتنيات أكثر من30 مؤسسة عالمية، وجاء ذلك من خلال التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومكتبة الكونجرس وأسهمت المكتبة بإضافة كتاب وصف مصر للمكتبة الرقمية العالمية، كما أنها تعد أول مكتبة رقمية فى القرن الواحد والعشرين وتضم التراث المصرى الثقافى والإنساني.

من يتجول بداخل المكتبة لا يكفيه يوم واحد ليتأمل الإبداع بداخلها، فتجد متحفا وايضًا مخطوطات ووثائق نادرة من الشرق للغرب، ويضم هذا الصرح الثقافي: مكتبة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين كتاب، ست مكتبات متخصصة، ثلاثة متاحف، سبعة مراكز بحثية، معرضين دائمين، ست قاعات لمعارض فنية متنوعة، قبة سماوية، قاعة استكشاف ومركزًا للمؤتمرات، كما يوجد قسم الكتب النادرة يضم مجموعه ثرية من الكتب التى يصعب الوصول إليها، ويوجد بالقسم أكثر من 15.000 كتاب نادر، بالإضافة إلى كتب مقدمة إلى كبار الشخصيات، مكتبة الخرائط تضم أكثر من 7000 خريطة تغطى جميع أنحاء العالم، كما يوجد قسم نوبل: قسم خاص بالحاصلين كافة على جائزة نوبل منذ عام 1901 حتى الآن، حيث يحتوى على السيرة الذاتية لكل شخصية، قسم الميكروفيلم يجمع الوثائق والمطبوعات النادرة فى شكل مكيروفيلم، فيحافظ عليها مهما طال الزمان.

إن مكتبة الإسكندرية ليست مجرد مكتبة، وإنما هى مجمع ثقافي، واستطاعت فى فترة وجيزة، منافسة الأقسام العلمية داخل المكتبات العالمية، حتى إن الباحثين، على مستوى دول العالم، باتوا يأتون إليها للاطلاع على وثائق ومخطوطات عربية وأجنبية نادرة، انفردت المكتبة وحدها بالعثور عليها والاحتفاظ بها.

كما أن ترتيب مكتبة الإسكندرية من حيث العراقة والجمال يأتى السادس طبقًا لما أصدرته «ناشيونال جيوجرافيك»، كما أنها ثانى أكبر مكتبة فرنكفونية بعد مكتبة نيويورك فى العالم، حيث قدمت فرنسا فى أكبر صفقة ثقافية فى تاريخ المكتبات هدية تصل إلى نصف مليون كتاب باللغة الفرنسية فى عدة موضوعات مختلفة (علوم- آداب- تاريخ- جغرافيا- انثربولوجيا) إلى مكتبة الإسكندرية.

--

عضو مجلس النواب