عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

عكف مجلس الأمن الدولى الثلاثاء الماضى على بحث الأوضاع فى الشرق الأوسط ومستجدات القضية الفلسطينية، لا سيما مع خطط إسرائيل الاستيطانية التى تهدد بتقويض الاستقرار فى الأراضى الفلسطينية فى ظل ارتفاع وتيرة أعمال العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين مع تغاضى حكومة «نفتالى بينيت» عن تلك الأعمال، التى تصدرتها موجة توتر صاخب جرت وقائعها مؤخراً فى القدس المحتلة والضفة الغربية حيث استخدمت أجهزة الأمن الاسرائيلى الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى بحق المتظاهرين الفلسطينيين فى الحرم القدسى ما أسفر عن إصابة مئات الأشخاص فى ظل انتهاك إسرائيل للوضع القانونى والتاريخى للأماكن المقدسة.

وهكذا ترك لإسرائيل الحبل على الغارب لارتكاب كل الآثام بما فى ذلك هدم منازل الفلسطينيين، ومصادرة ممتلكاتهم وتنفيذ اعتقالات تعسفية بدلاً من استئناف عملية التسوية السلمية على أساس القاعدة القانونية المعترف بها دوليا أخذا فى الاعتبار بأن عدم حل القضية الفلسطينية من شأنه أن يفاقم الموقف ويفتح الباب على مصراعيه لتصاعد العنف فى المنطقة. وجاءت شهادة منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط لتؤكد على أن الوضع يستمر فى التفاقم من جراء مواصلة الكيان الغاصب لسياسته الاستيطانية العدوانية المخالفة للقانون الدولى فى كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية، والخروج بذلك عن كل المعايير الواجب الالتزام بها.

إنها إسرائيل دولة الاحتلال الغاصب التى تصر على اتباع سياسة الإبادة للبشر والشجر والحجر، وتتبنى القهر والقتل والتعذيب القسرى منهجاً. إسرائيل التى تنتابها حمى تهويد القدس، ومن ثم عكفت على تغيير الواقع الجغرافى والديموجرافى للقدس لفصلها عن الضفة. إسرائيل التى تحاصر الأقصى وتمنع قيادات فلسطينية وإسلامية من دخوله. إنها إسرائيل التى يسجل لها التاريخ بأحرف بارزة وقائع وحشية وجرائم فظة تستخدم فيها كل أسلحة الترويع ضد الفلسطينيين دون أن تعاقب أو تساءل أو يقام عليها الحد. وتنسى إسرائيل أن هوس الإبادة الذى يتملكها سيرتد عليها فى النهاية. ولا غرابة فهى تعبئ الفلسطينيين يومياً بكراهيتها وتحشدهم ليوم قادم يوجهون لها فيه الضربة القاضية بحيث يصبح مآلها إلى زوال.

الغريب أن محمود عباس لم نسمع له صوتاً، ومضى العرب على منواله ما أعطى الانطباع بأنهم لا يعارضون ما يحدث على أرض الواقع، ولا يشعرون بغضاضة حيال ما تقوم به إسرائيل، وهو الأمر الذى شجع الغرب على الانحياز للكيان الصهيونى ودعم ممارساته. غاب العرب وغابت ردود أفعالهم إزاء أحداث كثيرة منها حصار قوات الأمن الاسرائيلى للمسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من دخوله، وإتاحة الفرصة للتلموديين لاقتحامه، ومنها عدم الوقوف ضد الحصار الاسرائيلى التجويعى الضارى المفروض على مليون ونصف المليون فلسطينى فى غزة، ومنها استمرار إسرائيل فى توسيع الاستيطان بوتيرة غير مسبوقة.

ولا شك أن غياب العرب عن المشهد شجع الغرب على دعم إسرائيل كى تحرز المكاسب ليحصد العرب الحصرم فى المقابل. والسبب محنة الضياع التى يعايشونها ومعها يظهرون وكأنهم غير معنيين بما يجرى حولهم. إما لأنهم غافلون عما يحدث أو مشغولون بالتوتر والمشاحنات فيما بينهم. ولهذا خرج الغرب عن الحياد فتعامل مع العرب باستهانة إلا أنه رضخ للابتزاز الاسرائيلى ليظل العالم العربى عاجزاً مغيباً ولتستمر إسرائيل فى غيها وممارساتها لحمى التهويد والإبادة.