رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

 

سيناء جزء عزيز من أرض مصر، هى أرض الفيروز، ومعبر الأنبياء، وبوابة مصر الشرقية، والبقعة المقدسة ذات المكانة المتميزة فى قلوب المصريين.

وقعت سيناء فى يد المحتل الإسرائيلى بعد هزيمة يونيو 67، بعد أيام معدودة من الهزيمة، بدأت مصر معركة استرداد الأرض، حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية والتى عرفت بحرب الاستنزاف التى استمرت حتى قيام حرب أكتوبر 73، بدأت المواجهة على جبهة القتال من سبتمبر 67 حتى أكتوبر 73، حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور التى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف وكان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على القناة، واسترداد جزء من الأراضى فى شبه جزيرة سيناء، وعودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 75.

مهدت حرب اكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد فى سبتمبر 78 على أثر مبادرة السادات التاريخية فى نوفمبر 77 وزيارته للقدس، وأدت معاهدة السلام إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبه جزيرة سيناء المصرية على كامل ترابها المصرى، وتم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء.

يوم 25 أبريل الذى يوافق اليوم وهو ذكرى تحرير سيناء، انسحب آخر جندى إسرائيلى من سيناء وتم استرداد كامل أرض سيناء ماعدا طابا التى اُستردت لاحقًا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989. وهكذا تم استرداد سيناء بالكفاح المسلح وحرب الاستنزاف والعمل الدبلوماسى والمفاوضات الشاقة، والتحكيم الدولى. عودة سيناء بهذه الطريقة أكدت مصر من خلالها أن المصرى لا ينسى ثأراً ولا يرضخ لهزيمة ولا يقبل استسلاماً، وكما تعلمنا من استعادة سيناء أن الأمة المصرية قادرة دوماً على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين.

استعادة سيناء بالحرب والتفاوض يمثل ملحمة رائعة للتمسك بالتراب الوطنى وتقدير القوات المسلحة المصرية لأهمية الحفاظ على التراب الوطنى.

وصارت سيناء جبالاً ورمالاً وصحراء شاسعة على امتداد البصر رمزًا للسلام وشاهدًا على ما تحققه فى مختلف أرض الوطن من إنجازات فى جميع المجالات.

ولسيناء أهمية عظمى، فهى المفتاح لموقع مصر العبقرى، قلب العالم بقاراته وحضارته ومحور الاتصال بين آسيا وأفريقيا، وهى البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة، ووديانها الخضراء، وهى التاريخ العريق الذى سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية الأرض. وكانت سيناء شاهدة على أهم الأحداث الدينية والديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام، مثل خروج بنى إسرائيل من مصر ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والفتح الإسلامى لمصر ما جعل لسيناء أهمية فى الديانات حتى إنها ذكرت فى الكتب السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن.

كما أن لها أهمية عسكرية واقتصادية فعليها استقر انسان قبل التاريخ وعلى ترابها كان أول طريق حربى فى العالم وفى أرضها معادن النحاس والفيروز.

سيظل يوم تحرير سيناء علامة مضيئة فى سجل البطولات والانتصارات، ورمزاً لنضال الشعب المصرى الأبى وأيقونة لإيمانه وإصراره ووحدة نسيجه الوطنى مسلميه ومسيحييه الذين جادوا بأرواحهم، واختلطت دماؤهم تروى تراب الوطن فى معركة مقدسة ظلت نموذجًا يدرس فى العلوم العسكرية.