رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصور أن هناك من يرى فلاديمير بوتين رجلا صغيرا يشعر بالمرارة وعدم الأمان، محاصر بشكل غريب فى فترة زمنية ثقافية، وتتحرك رؤيته لمستقبل روسيا بحنين عاطفى يتطلع إلى الوراء إلى الحقبة السوفيتية.

وأن دونالد ترامب، ذو بشرة رقيقة، غير قادر على تحمل أدنى انتقاد وانتقامه غير متناسب تجاه أولئك الذين يتحدونه. وأن شى جين بينج، الرئيس الصينى يُظهر القوى ظاهريًا، ويخفى خوفًا مزمنًا من المعارضة، كما يتضح من عمليات التطهير القاسية للحزب الشيوعى الحاكم والقمع ضد النشطاء المؤيدين للديمقراطية فى هونج كونج.

هذا ما يطرحه كتاب جدعون راتشمان، «عصر الرجل القوي»، عن هذه الشخصيات وغيرها من الشخصيات فى سلسلة من المقالات حول الصعود العالمى للقادة الاستبداديين والقوميين الشعبويين وتأثيرهم المدمر على التقاليد الديمقراطية الليبرالية. تتمثل أطروحة راتشمان المركزية فى أن هذه ظاهرة حديثة، بدأت تقريبًا مع صعود بوتين إلى السلطة الوطنية فى 1999-2000.

ينظر راتشمان، وهو كاتب عمود ومراسل أجنبى متمرس، إلى بوتين على أنه «النموذج الأصلى والنموذج للجيل الحالى من القادة الأقوياء». تكتيكاته التجارية من كبح جماح مصادر القوة المستقلة، وتأكيد السلطة المركزية للدولة واستخدام الحرب لتعزيز موقفه الشخصى، تم تقليدها فى جميع أنحاء العالم من قبل رجعيين آخرين معاديين للعولمة والليبرالية.

ويرى أن الأدوات القبيحة للبوتينية ؛ هى الأكاذيب والمعلومات المضللة والتخريب المؤسسى وعبادة الشخصية والفساد المنهجى والقومية العرقية والحروب الثقافية والتحريفية التاريخية والاستخدام الجاهز للعنف فى الداخل ومن خلال العدوان الخارجي. وظهر هذا جليًا أعقاب غزو أوكرانيا.

وللأسف أن الكتاب لا يحتوى على تحليل لتأثير الغزو الذى بدأ فى 24 فبراير. كان من الممكن أن تكون هناك رغبة كبيرة فى مناقشة النظام العالمى المستقبلى، أو النظريات الأخيرة حول عقلية بوتين، وأنه منفصل عن الواقع، أو أنه مريض، أو موهم بدعايته الخاصة، أو أنه ببساطة أصبح مجنونًا. ولكن الكاتب يرى أنه إذا فشل بوتين فى أوكرانيا، فإن عصر الرجل القوى، بالنسبة لبوتين، قد يقترب بشكل مفاجئ من نهايته.

ومع ذلك يؤكد أن تأثير بوتين الخبيث يتردد صداه من خلال مجموعة الحكام المستبدين المارقين فى الصين، يتأرجح شى نحو جنون العظمة. فى المجر، يلجأ فيكتور أوربان الذى أعيد انتخابه حديثًا إلى معاداة السامية لصقل أفكار الهوية الوطنية. فى إسرائيل، وتصرف بنيامين نتنياهو كمنقذ مثير للانقسام. فى الولايات المتحدة، حيث لعب ترامب نفس الألحان القديمة وهاجم الأقليات والمهاجرين ووسائل الإعلام. فى الفلبين، حيث لعب رودريجو دوتيرتى دور الرب، ويدين ويقتل لمجرد نزوة. وفى تركيا السلوك العدوانى لرئيس تركيا الأوتوقراطى، رجب طيب أردوغان، انعدام الأمن الشخصى العميق، والذى تفاقم بشكل كبير بسبب محاولة الانقلاب فى عام 2016 عندما اقترب من إطلاق النار عليه من قبل جنوده. مثل السلطان العثمانى، بنى أردوغان لنفسه قصرًا فخمًا، وآمنًا على قمة تل يطل على أنقرة. وفى أثيوبيا بفوزرئيس الوزراء الإثيوبى المخزى، آبى أحمد، بجائزة نوبل للسلام، فقط للسماح للغطرسة بالتغلب عليه عندما اختار معركة لم يستطع إنهاءها فى تيجراى .

ومع ذلك، يجب أن تذهب الكأس العالمية لعدم الكفاءة الدامية المطلقة إلى رئيس البرازيل الشعبوى اليمينى المتشدد، جايير بولسونارو، «ترامب أمريكا الجنوبية»، الذى أذهل سوء تعامله غير المسؤول والقاتل مع الوباء حتى أكثر مؤيديه المتحمسين. وكما يشير راتشمان، ساعد الحكام الاستبداديون فى تقويض المُثُل والممارسات الديمقراطية فى جميع أنحاء العالم منذ عام 2000، وبنجاح متزايد بعد الانهيار المالى فى عام 2008.