رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

هكذا تلعب القوة الناعمة دورها في بناء وعي الانسان بما حدث ويحدث وسيحدث، فحينما أدرك الشعب حقيقة ما يحدث أخذ القرار، قرار أن يحافظ على الوطن مهما كلفه الأمر، قرار أن يحافظ على وحدتنا مهما حاولوا فرقتنا، ففي كل وقت وكل زمن كان حتمًا ولابد أن نأخذ القرار، حرب أكتوبر واستعادة أرضنا كان قرارا، تخليص مصر من الجماعات الإرهابية المتأسلمة كان قرارا، الحفاظ على أرض الوطن كان قرارا، حياتنا كلها متوقفة على قرار، ان تختار طريق الخير ام الشر قرار، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن القرار قرارك ولكن أنت فقط من تدفع ثمن قرارك، وهناك قرار يدفع ثمنه عائلة وأسرة ومجتمع وجيل بأكمله. نعيش طيلة حياتنا نتساءل: الإنسان مسيَر أم مخيًر؟! ويموت البعض منّا دون أن يعرف الإجابة! والإنسان يسأل نفسه هذا السؤال ليُريح نفسه من عناء التفكير ويجد سببا لما يحدث له او باللغة العامية ليُعلق فشله على شماعة الظروف، فحينما يضيق الحال بالإنسان يبدأ بسؤال نفسه الإنسان مُسيَر ام مُخيَر؟! حتى يَشعُر بأن لا دخل لإرادته فيما يحدث وسوف يحدث!

فبكل تأكيد كل شيء يحدث في هذه الحياة لسبب ما، قد نجهل الحكمة في نفس اللحظة، ولكن حتمًا سنعلمها مع الوقت ولو بعد حين، فالإنسان مُسيّر ومُخيّر ايضًا بأسباب، فالأمور المُخيّر فيها الإنسان جعل الله لها سببَا، فالطفل  يأتي الى الدنيا مُسيّرا ولكن في حقيقة الأمر جاء بسبب ولسبب، الموت ايضًا مكتوب ولا دخل لإرادة الإنسان فيه فحينما يأتي الموت ينتهي الاختيار.

فكل شيء مكتوب ومقدر بقدر، فلا شيء في هذه الحياة يحدث عبثًا، فالكون كله في توازن وإن لم يحدث ذلك لحدث خلل وانهار الكون. فنحن في الحقيقة مخيرون فيما نعلم مسيّرون فيما لا نعلم، فنحن دائمًا بين أسباب لابد أن نأخذ بها، وبين مسبب يجب ألا نيأس منه أبدًا، فيجب أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ونتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل، الإنسان مُخير في حدود ما كُلف به ومُسير فيما عدا ذلك، فالله سبحانه وتعالى آياته كلها تُخيير للانسان، فقال تعالى: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى  وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى  وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى»، «من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها. إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كافورًا»، فالإنسان مخير، وخياره في ملايين الموضوعات خيار قبول أو رفض، اي الإنسان له حرية الاختيار واتخاذ القرار ولكن عليه أن يتحمل نتيجة قراره واختياره.

حياتك كمسلسل وبطلها الوحيد أنت، ففي الحقيقة كل شخص منّا يتعرض في كل وقت، كل لحظة، كل مكان، كل زمان للاختيار، ما بين الخير والشر، الحلال والحرام، الثبات على المبادئ ام التخلي عنها، في كل مهنة يوجد بها الصالح والفاسد، وفي كل مكان يوجد فيه الخير والشر، وبكل تأكيد الخير هو من ينتصر في النهاية مهما طال الفساد والظلم، فأنت المسئول الوحيد عن اختياراتك في الحياة واختيار اي طريق تريد أن تسلكه، حتى ولو سلكت الطريق وحيدًا لقلة سالكيه وهو طريق الحق، فسوف تُحاسب وحدك أمام الله فكن مسئولًا عن اختياراتك وقراراتك.

عضو مجلس النواب