رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

عقب إذاعة مسلسل فاتن أمل حربى وتفاعل الرجال والنساء مع أحداث المسلسل، تابعت رد فعل الجنسين ولكن كما توقعت كل طرف يُظهر ما يتعرض له من ظُلم من الطرف الآخر! ولكن الأهم من ذلك أن كل شخص أصبح يسرد واقع تجربته الشخصية عقب الانفصال، لنجد أمامنا حالات ونماذج عديدة كل حالة تحتاج الى قانون وتشريع منفرد ! فهناك من النساء من سردت قصصا واقعية تُعانى منها، وبعض الرجال تفاعلوا مع أحداث المسلسل ليظهروا أنهم أحيانا يعانون أكثر من النساء، فسرد أحدهم بأن طليقته على العكس لا ترغب فى أخذ أولادها ويمنحها كامل حقوقها من مصاريف ونفقة ويحاول جاهدًا إقناعها بتربية أولادها!

والكثير من الحالات سردها الرجال والنساء وما يتعرضون له من ظُلم، حالات ونماذج كثيرة نجد فيها النموذج الحسن والسيئ من الجنسين مما جعلنى أتساءل: هل قانون الأحوال الشخصية مهما طَرَقَ عليه من تعديلات سيرضى الطرفين؟ فبكل تأكيد الإجابة لأ لأن كل حالة تختلف عن الحالة الأخرى والحالة التى يُجدى الحل فيها قد لا يُجدى فى حالة آخرى بل الأمر متوقف على السلطة التقديرية للقاضى بتقديره لظروف كل قضية على حدة، ولكن ما لفت نظرى أصبحت الامور بين الازواج ساحة حرب كل طرف يسعى ان ينتصر فيها بمنتهى الأنانية ضاربين عرض الحائط بما لديهم من أبناء لهم ايضا حقوق وواجبات !

فالقانون يأتى مرحلة أخيرة لتنظيم العلاقة بين الطرفين فى حالة الطلاق وبيان حقوق وواجبات كلا الطرفين، لكن فى بعض الأحيان يسعى كل طرف للتحايل من أجل كسب القضية، فيسعى بعض الرجال الى إخفاء حساباتهم وإدعاء بأن ليس لديهم ما يكفى من أجل تحديد النفقة، ويسعى ايضًا لبيع السكن أو منذ البداية كان السكن (إيجارجديد)، ومن ثم تم إلغاء عقد الإيجار ليصبح بلا سكن، ويسعى كل طرف أمام القاضى لإظهار مدى ظلم الطرف الآخر، والقاضى فى نهاية الأمر لا يحكم إلا بالأوراق والأدلة التى أمامه !

فحل المشاكل التى تطرأ على الأزواج بعد الفراق لا تحدث بعد الطلاق بل منذ بداية الارتباط! فنحن بحق أمام أزمة، ليست أزمة قانون الأحوال الشخصية بل أزمة وعى الطرفين بمعنى الميثاق الغليظ وعدم فهم أحكام الله !فالبعض يحضر عقود قران ويسمع المأذون وهو يقول :»على كتاب الله وسنة رسول الله»،جملة تقال والقليل من يعى معناها ولو علم البعض معناها لِما استهان بالزواج ولِما زادت حالات الطلاق! فكيف بُنى هذا العقد، والزوجان يجهلان ما فى كتاب الله وما فى سنة رسوله من توجيهات للزوجين؟ فكل حق يُقابله بكل تأكيد واجب.

فنحن حينما نجهل ما شرعه الله ينبغى أن نستعد للبلاء، وقد يكون البلاء بانهيار الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، إذا انهارت انهار المجتمع، وانهيار المجتمع يعنى انهيار الدولة، وتزداد حالات الطلاق يومًا تلو الآخر بسبب بعدنا عن الدين والاختيار الخاطئ ثم نُعيب على شرع الله ! فالله سبحانه وتعالى وصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ! فيجب ألا نستهين بمسألة الطلاق، ولا يكون هم الزوجين بعد وقوع الطلاق الانتصار على الطرف الآخر بل النظر لمصلحة الأبناء، فالظلم الحقيقى يقع على الأبناء وهم ضحايا ما يحدث بين الآباء!

--

عضو مجلس النواب

[email protected]