رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 - أنتجت المطابع المصرية والعربية آلاف الكتب عن تيار التأسلم السياسى وفى قلبه جماعة الإخوان، فى الفترة من ٢٠١٢-٢٠٢٢ ومازال الإنتاج مستمرًا. تتعدد زوايا النظر، والتأويلات والتفسيرات والنتائج.. ومع هذا فلا يزال الإخوان يعملون بكل أذرعهم وطاقتهم على البقاء، رغم أن هذه الكتب فضحتهم تماما، إلا أنه فى واقع الأمر لا تزال «البجاحة» هى الحل! رفعوا شعار الإسلام هو الحل كذبًا، لأن «الحكم» كان هو الحل. الفكرة مشروعة فى العمل السياسى لكن التجربة تجعلنا نسأل لمن؟ أهى للأحزاب الدينية بشعاراتها ذات القداسة الوهمية، حيث تضعهم كحزب لله فى مواجهة منافسين يوصمون تلقائيا بأنهم أحزاب الشياطين؟ الحقيقة التى لا تقبلها جماعتهم أن المقدس لا يجب أن يكون جسرًا إلى السلطة، لأنهم بغير تقدسهم هذا لا يساوون شيئا. قديما قالوا لا يمكنك أن تخدع الناس كل الوقت.. ولقد حاولت الجماعة أن تراكم فى أذهان الناس بأنها جماعة مسالمة تهدف إلى البناء والعمل على أساس من التقوى والعمل الصالح.. صدروا صورة طيبة للناس، فى حين أن الكواليس كانت حبلى بصور قاتمة أخرى: بالحرس الخاص.. بالتدريبات على فنون ومهارات القتال.. لقد اعتمدت صورة معينة سوقتها للناس، تحدثت فيها عن الشورى والديمقراطية والتنمية.. جناح مدنى تتوارى خلفه سوءة الجناح الإجرامى، الذى افتضح فى مصر والأمة كلها عندما سمعوه فى تسجيلات صادرة عن قيادات الإخوان الذين كادوا يحرقون البلد. خدعة أن تطرح نفسك كحل سياسى- مدنى، بينما انت لا تتورع أبدًا عن حرق الوطن كله إذا حاول أحد مثلا أن يعلن نتيجة تصويت خلافا لما تعتقده! خسة ونذالة وبجاحة أن تقزم وطنك لأجل مصالحك السياسية.. تطرح نفسك على الناس داعية بينما أنت ترهب مخالفيك بالقوة؟ تعلن أنك تريد الإصلاح السياسى على أساس أخلاقى، وفى نفس الوقت تنشئ ميليشيات مسلحة وتعلم الناس عندك فنون ومهارات القتال، بحيث إذا لزم الأمر تستخدمها فى القتل والضرب والتفجير والإرهاب وإضرام النيران وتتباهى بذلك!

ليس هذا ضربًا حرامًا فى ميت، وإن كنت أتمنى موته فكريًا، لأنه سبب أساسى فى تخلفنا وتخلف المسلمين، وخلف واقعًا مأزوما مستعصيا إصلاحه. أتذكر أننا فى عام ١٩٨٨وقت أن كان المرشد مشهور ونائبه الهضيبى، وكان الأول يقول بأن المسيحيين عليهم أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون، بينما المستشار الهضيبى كان يستنكف مطالبة أى قوى سياسية أو قوى سلطوية لهم بإعداد برنامجهم السياسى، اذا كانوا يريدون تحويل الجماعة إلى حزب سياسى لا دينى.. كم من المرات راوغ فيها الهضيبى ورفض، وهل كان يمكنه إعلان أنهم يريدون «الخلافة»، وليس الجمهورية او الملكية؟! وهل يمكنه أن يضع برنامجا سياسيا لا يحدد فيه موقفه من أهل الذمة؟ ومرشده هو الذى قلب الدنيا بتصريحه «المسيحيون يدفعون الجزية وهم صاغرون»؟ -ومع هذا.. فإذا كانت التسريبات الاخيرة أكدت حقيقة مفزعة للناس وهى أن الإخوان كاذبون مخادعون فإن علينا أن نعمل على انهاء هذا «الدمل» المتقيح وتطهيره على نضافة، وهنا اقترح على وزارة التعليم أن تجعل بعضًا من هذه الكتب الصادرة عن ممارسات الجماعة، مقررات دراسية على طلابنا فى المراحل المختلفة، كى ينشأ جيل واعٍ بخدعة الإخوان!