عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

الوقت قيمة مهمة غالية ثمينة نفيسة لا يدرك قدرها كثير من الناس، يقول نبينا (صلی الله عليه وسلم): نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ» (صحيح البخاري)، ويقول (صلی الله عليه وسلم) لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناها وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أین اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟ (المعجم الكبير للطبرانی)، فما من يوم إلا وينادی يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى، فإن غابت شمسى فلن تدركنى إلی يوم القيامة (تفسير النسفى).

ولأهمية الزمن أقسم به الحق سبحانه وتعالى فى مواضع عديدة. وأشار إليه فى مواضع أخرى من كتابه العزيز، حيث يقسم سبحانه وتعالى بالفجر الذى أفرد له الحق سبحانه وتعالى سورة سماها باسمه، فقال: «والفجر وليال عشر، والشفع والوتر» (الفجر: 1-3)، ويقسم بالضحى ويفرد له أيضاً سورة سماها باسمه فيقول: والضحى والليل إذا سجی، ما ودعك ربك وما قلى، وللآخرة خير لك من الأولى» (الضحی). وأقسم سبحانه وتعالى بالعصر، وأفرد له سورة باسمه فى كتابه العزيز هى سورة العصر، فقال سبحانه: «والعصر، إن الإنسان لفى خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» (العصر: 1ـ3)، ويقسم سبحانه وتعالى بالصبح فيقول: «والصبح إذا أسفر، إنها لإحدى الكبر، نذيرًا للبشر، لمن شاء لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر» (المدثر: 34-37) وقيسم بالليل والنهار، فيقول سبحانه «والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فلنيسره لليسرى» (الليل 1ـ7) فتسمية أربع سور بأسماء أوقات: الفجر والضحى والعصر والليل لهو أكبر دليل على أهمية الزمن.

إضافة إلى إشارات متعددة تربط بعض الأحداث أو الأعمال بالزمن كقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودًا» (الإسراء 78) وقوله تعالى فى شأن أصحاب الكهف «ولبثوا فى كهفهم ثلاث سنين وازدادوا تسعًا» (الكهف 25)، وقوله تعالى: «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشر فليصمه» (البقرة 185)، وقوله تعالى: «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» (البقرة: 233)، وقوله سبحانه: «والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا» (البقرة 234) وقوله سبحانه: «والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصية لأزواجهم متاعًا إلى الحول غير إخراج» (البقرة: 240)، وقوله سبحانه: «والذين يتوفون منكم ويزون أزواجًا وصية لأزواجهن متاعا إلى الحول غير إخراج « (البقرة: 226)، وقوله سبحانه: «للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر» (البقرة: 226).

على أن الناس فى تعاملهم مع الوقت فريقان: الأول: يسرقه الوقت، فإن لم يسرقه الوقت حاول هو قتل الوقت لأنه فى فراغ قاتل ممل، لا هو فى أمر دينه ولا فى أمر دنياه، حيث يقول ابن مسعود (رضى الله عنه): إنى لأكره أن أرى الرجل فارغاً، لا فى عسل الدنيا، ولا فى عمل الآخرة»

أما الفريق الآخر: فليس لديه فاقد من الوقت ولا فائض. لأنه منظم يحسن استغلال وقته والاستفادة بكل جزء فيه، لا يدرك قيمة ثوانيه فحسب، إنما يدرك قيمة ما يعرف بالفيمتو ثانية، ويعمل على استغلال كل لحظة من الزمن، مدركاً أن النشاط يولد النشاط، والكسل يولد الكسل، وأن القليل إلى القليل كثير، وأن حياة الإنسان إنما هى عبارة عن مجموعة من الوحدات الزمنية التى تشكل فى مجملها وتراكيبها حياته كلها وقد قال الشاعر

 

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثوانٍ

 وقد كان ذلك قبل أن يقف الناس على تجزئة الثوانى إلى وحدات زمنية أخرى.

على أن عمر الإنسان هو ما ينتجه أو يخلفه من تراث معرفى، أو فكرى، أو إنتاج علمی، نظرى أو تطبيقى، وكل ما يقدمه لخدمة البشرية، بغض النظر عن مدى الزمن الذى يعيشه، وقد قال الشاعر

عمر الفتى ذكره لا طول مدته

 

فالبركة فى العمر لا تكون بطول العمر فحسب، إنما هى مقدار ما ينتجه أو يقدمه المرء فى هذا العمر لخدمة دينه أو دنياه أو دنيا الناس، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله، وخير الناس أنفعهم للناس.