عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لعل من أهم ما بات يشغلنى فى الفترة الأخيرة، كمواطن مصرى وكاتب لعمود «رؤية» بجريدتنا الغراء  «الوفد»، على مدى ما يقارب 15 سنة، هى قضية إعادة كتابة التاريخ المصرى، وأرى أن حزب الوفد وهو الحزب الذى ساهم فى صناعة التاريخ المصرى فى فترة بالغة الأهمية عبر مساهمات رموزه الأوفياء، والشهود على وقائع الكثير من أحداثه، هم الأجدر بالمشاركة الوطنية الفاعلة فى هذا السياق، وأنتهز الفرصة و«الوفد» العتيد فى عهده الجديد مع قيادة وطنية واعية بتاريخ الأمة ومنطلقات تقدمها للمستقبل، ورؤية هامة وبديعة لمستقبل الحزب ومستقبل الوطن العزيز التى تمكن الحزب فى اتجاه الدفع بذلك المشروع الوطنى الهام.

لقد بتنا نتابع فى الفترة الأخيرة كتابات تضمنتها كتب وإصدارات دورية، تشير إلى قراءة مختلفة للتاريخ، لا تتسم بالأمانة العلمية والفنية، ويعتمد أصحابها على عناوين الفبركة والإثارة المفتعلة اعتمادًا على شغف القارئ بقراءة غير تقليدية للتاريخ.

وإن كان بعض تلك الإصدارات لأصحابها بعض الحق فى مجال الاعتراض على ما ذكرته كتب التاريخ المعاصر ــ والتى تعد مرجعية لواضعى مناهج كتب التاريخ المدرسية ــ حول إبراز وتفخيم دور زعامات ورموز سياسية وحزبية وبرلمانية بذكر الجانب الإيجابى فقط، لتبدو كملائكة على أرض الشقاء أو العكس عبر سرديات غير محايدة.

ولعل كتابات الصحفى والكاتب السياسى والروائى والباحث التاريخى المعتبر «مصطفى عبيد»، مدير تحرير جريدتنا الغراء، وما يقدمه من أطروحات جديدة فى قراءة التاريخ بموضوعية خير مثال لأهمية الدعوة لكتابة التاريخ الحقيقى من جديد، لوطن عظيم يستحق أن تبذل الجهود العلمية لتصحيح الكثير من السرديات المغرضة لأحداث ومنعطفات هامة فى تاريخنا.

حول كتابه الهام «ضد التاريخ» وما سبقه من روايات وأبحاث علمية فى سياق تقديم الكثير من الجوانب المتعمد إخفاؤها عبر الحقب الأخيرة، يقول «عبيد»: «التاريخ علم احتمال، وله أبعاد مختلفة وأنا أطرحها من وجهة نظر أشخاص فى الرواية، والطرح يكون بشكل منطقى، فمثلا صلاح الدين أمر بقتل السهروردى بسبب آرائه وكتبه، وحقى أن أنظر لأفعال الأشخاص التاريخيين نظرة عدم رضا، نحن فى النهاية بشر وهدفى محو القداسة عن البشر إلا من قدسه الله من الأنبياء والرسل ...».

أيضًا كتب «عبيد» حول أسطورة مصطفى كامل الوطنية، المُحمَّلة بمبالغات لرسم صورة غير حقيقية لزعيم استثنائى، ويطرح الوجه الآخر للسياسى المخضرم إسماعيل باشا صدقى، والمُعاكس للصورة السائدة فى الكتابات التاريخية على سبيل المثال.

وأذكر أن د. زبيدة عطا الأستاذ بآداب جامعة القاهرة، كانت قد استعرضت طرق تدريس منهج التاريخ فى المدرسة المصرية القديمة منذ سنوات، وأشارت حينها إلى عدم وعى البعض بأهمية دراسته كضرورة قومية، على اعتبار أن معرفة الإنسان لجذوره وأصوله يعتبرأساس التواصل مع الحاضر، محذرة من تعريض تاريخنا للضياع والتشويه على النحو الذى تعرض له التاريخ خلال عمليات التغيير المتتالية، التى أسقطت فيها العديد من الحقب والعصور التاريخية، على الرغم من أهمية أحداثها، بينما تم انتقاء والتركيز على فترات أخرى من تاريخ مصر والعرب الحديث تمتلئ بالأخطاء التاريخية سواء بالنسبة للأحداث أو التواريخ، فضلاً عن أسماء لاحصر لها، مما يصعب على الطالب استيعابها وفهمها.. اللهم إذا قام الطالب بتلخيصها وحفظها عن ظهر قلب.

 

[email protected]