رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

بَعضُ الأُناسِ شِفاءٌ لَستُ أُنكِرهُ.. فِى قُربهم طِيبٌ وخَيرٌ وإِسعَادُ، والدكتور عبدالله الخولى واحد من هؤلاء الذين لا يترددون فى إسعاد الآخرين، جهده مخصص لكل طالب عون، وعلمه مسخر لمساندة كل باحث عن فهم، معطاء بلا من، كريم بلا مصلحة، يخدم الآخرين حبًا، ويجتهد من أجلهم مبتسمًا، لم أره مرة متأففا من دعم قدمه لأحد أو غاضب من باحث عن مساندة أو نصيحة، بل دائمًا يسارع بمد اليد ويبادر بالمعاونة، لانه يؤمن بأن خدمة الناس والعمل على إسعادهم هو أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان حتى وإن كان هذا على حساب نفسه، وكأن حاله..

فكم من مرة كان التعب متمكنًا منه وضغوط العمل تحاصره، لكنه رغم ذلك ينسى كل هذا لمجرد أن يأتى إليه زميل أو صديق يطلب دعمه فى عمل أو نصيحته فى قضية أو فكرة، بالطبع خبرته الاذاعية الطويلة جعلته قبلة يسعى اليها الباحثون عن التعلم والتزود من معينه دائم العطاء، وتمكنه اللغوى وضعه فى مكانة خاصة لدى كل أبناء ماسبيرو، ليس الإذاعيين فقط بل والتليفزيونيين أيضًا، الكل يعتبرونه مرجعًا بل موسوعة ينهلون منها ما يمنحهم التميز فى عملهم.

‏ýمنذ عرفت الخولى ومكتبه فى الإذاعة لا يخلو من الناس، من يريد تعلم اللغة العربية، ومن يطلب مشورته، ومن يطمع فى الاستفادة من خبرته، وهو مبتسم للجميع، كريم فى تلبية ما يريدونه، فكل من لديه نشرة أو برنامج إذاعى أو تليفزيونى يمر على الدكتور عبد الله الخولى طمعًا فى كرمه ليصحح له لغته ويضبط نطقه.

كان تميز الدكتور عبد الله الخولى الأهم عن أقرانه إجادته اللغة العربية كتابةً ونطقًا حتى الاتقان لدرجة حرصه على التحدث بها خلف الميكروفون وخارج الاذاعة، بين أسرته وصحبته وفى الحياة العامة لأنها كما يقول دائمًا «أصبحت جزءًا من شخصيته وأحد فصائل دمه»

‏ý ولعشقه للغة وتعمقه فى أصولها وتبحره فى علومها لم يكتف بأنه حاصل على ليسانس فى اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1983 وإنما أصر على استكمال تحصيل العلم اللغوى لينال درجة الماجستير فى النحو والصرف من كلية دار العلوم جامعة القاهرة ثم الدكتوراة فى النحو والصرف ١٩٨٧ بعنوان ( قواعد التوجيه فى النحو العربى ) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

‏ýولم يكتف الدكتور عبد الله الخولى بعمله الإذاعى وتقديم البرامج فى شبكة القرآن الكريم أو تولى مناصب إدارية عديدة وإنما أصبح أحد همومه ومهامه المقدسة فى الحياة أنه اعتبر نفسه أحد الحراس الأمناء على اللغة العربية، لا يقبل أى مساس بها أو مجرد السخرية منها أو الحديث عنها باستهانة ولا يتحمل الخروج عن قواعدها.

ربما لم ينل الخولى حقه فى تقلد منصب رئاسة شبكة إذاعة القران الكريم بسبب وشايات وأكاذيب روجها بعض خصومة، لكن عوضه الله عن ذلك بأن سمعته تجاوزت المناصب وتخطت الدرجات الإدارية ليصبح اسمه علمًا داخل المبنى وخارجه.

‏ýخلال مسيرته الإذاعية قدم العديد من البرامج المهمة منها برامج قام بالإعداد والتقديم لها مثل «معالم الحج والعمرة»ومعالم فى طريق الهجرة، والرسول فى القرآن الكريم، وسنوات من حياة الرسول، والرسول يتحدث عن نفسه، ومعالم أرض المعراج. ويبقى للخولى انه لا ينظر للعمر بأنه رحلة ستتوقف يوما، وإنما يراه رسالة لا تنتهى طالما فى القلب حياة. ولهذا لا يكل عن العمل ولا يمل الاجتهاد ولا يتوقف عن العطاء.