رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

لم يترك الله سبحانه وتعالى مسألة الا وتناولها فى كتابه الكريم، حتى يشعر البعض وهو يقرأ كتاب الله بأنه يتحدث عن أحوالنا ويتناول مشاكلنا ولا يكتفى بعرضها، بل يعطى لنا الحل، فكأن القرآن الكريم بمثابة تشريع لنا يصلُح لكل زمان ومكان، فالله سبحانه وتعالى ذكر فى مُحكم آياته أن لكل نبى عدوا، «قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ»، هذا حال الأنبياء! فماذا عنّا نحن؟! فالبعض منّا يشعر بأن له أعداء ولكن لا يعلم البعض بأن هؤلاء الأعداء لهم حكمة بل أحيانًا يكونون سببا لكل شيء جميل حدث لنا، حتى ولو فى ظاهر الأمر جلبوا لنا المشقة والتعب، فالإنسان من دون خصومات، من دون معارضات، من دون عقبات من دون عوائق ومشاكل لا يرقى، أى لا يسعى، لا يظهر فضله، لا يصبح قويًا نفسيًا يستطيع مواجهة المستقبل بأحداثه، فالإنسان بالعدو يجتهد، يظهر صِدقه، يظهر ثباته، يقيم الحُجة على من عاداه، يستمر فى طريقه للوصول لهدفه، فوجود العدو مهم فى حياة كلِ منّا، فالعدو يجعلك حريصا على ضبط أمورك، والمثابرة لتحقيق حلمك.

لو تأملنا الحكمة وراء كل شىء أزعجنا وضايقنا فى حياتنا لارتحنا كثيرًا ولما حزنا وتضايقنا وشعرنا بالأسى يومًا ما! فطبيعة الحياة حلبة صراع بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بالصراع يرتقى المؤمن ويصبح أكثر قوة وثباتًا، طبيعة الحياة دار ابتلاء، دار تكليف، الله عز وجل دائماً وأبداً يوظف الشر للخير المطلق، فالظلم شر كما نعلم جميعًا، ينتقم الله به ثم ينتقم منه، وذلك واضح فى قوله تعالى: «وَكَذَلِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا»،وقد سأل سيدنا موسى الله عز وجل عن العدل الإلهى، فمثلًا: قد يقتل شخص شخصا آخر، أحدهما ظالم والآخرمظلوم ولكن الله استخدم الظالم الذى قَتَلَ فى قتل ظالم ايضًا سبق وأن قتل شخصًا آخر، إنسان أراد أن يسرق هذا شر لكن الله سبحانه وتعالى يسوقه إلى الشخص الذى ماله حرام، فالله أخرج لهذا الإنسان شهوته الشريرة وأدّب هذا الذى كسب مالاً حراماً فى وقت واحد.

فليس هناك شر مُطلق كما ليس هناك عدل مُطلق، بل هناك شر وعدل نسبى، الشر النسبى فى نفوس أصحاب الشر، لكن شرهم يوظف للخير بإذن الله، كما قال الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»، فحادثة الْإِفْكِ لم تحدث صدفة، بل اراد الله أن تصبح بمثابة تشريع ودستور، فقد يحارب إنسان شخصا آخر عن طريق مقاومته اى تجنبه، واحيانًا إنسان يحارب آخر عن طريق تشويه سمعته للنيل منه، فحادثة الإفك درس لكل امرأة عفيفة حاول أحدهم النيل من سمعتها أن تتخذ ستنا عائشة قدوة.

فينبغى على كل انسان أن يتأقلم على ذلك حتى يستريح، فلا يوجد إنسان إلا وله أعداء، فإذا كان الله معك يسخر لك العدو ليخدمك، اى يصبح عدوك فى خدمتك، وإذا كان عليك! أقرب إنسان يتهجم عليك! فكل حدث سلبى بحياتك هو فى الحقيقة خير ولكن حكمته لم تظهر لك بعد، فكل شخص تصادفه بحياتك ليس صدفة بل قدر ولسبب وجزء من خطة الله الرائعة لحياتك، فلا تجعل ألم فراق أحدهم يُنسيك حكمة الله فى لقائه.

[email protected]

عضو مجلس النواب