كاريزما
هذا عنوان أحدث رواية للأديب رجائى موسى.. عمل إبداعى شديد الحساسية والدقة فى رسم الشخصيات ترصد بساطة وعمق السرد الشعرى البارع الذى خيم على سماء لوحه الرواية.
عرفت رجائى موسى منذ أكثر من ثلاثين عاما، كان شابا قادما من صعيد مصر عرفته شديد التميز والحماس وبدأ نشاطه الأدبى يظهر فى الأعمال الأدبية التى نشرها فى الدوريات الثقافية المختلفة وبدا أيضًا فى نشر رواياته وقصصه كتبًا وأعمالا درامية..أما روايته الأخيرة فهى تشمل مجموعة من الظواهر الفنية فعندما قام موسى بتشكيل النواة الأولى لهيكل الرواية كان تفكير أبطاله قد أصبح بعيدًا كل البعد عن تفكير توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والرواية الكلاسيكية عامه.. فعلى سبيل المثال اتخذ صاحب شجرة الليمون.. شكلا ينحاز إلى النفس البشرية قبل انحيازه للمكان والتراث والموروث الإنسانى والشعبى الذى من خلاله يمكن التأثير على مقدرات ابطاله ولهذا كله حرص على الاجابة على سؤال قد يكون من المفيد إعادة تأسيسه بناء على طلب استحضار نوعية العلاقة التى يقيمها الخطاب الإصلاحى لحال الرواية الحديثة وما وصلت إليه من شتات.
ولكن رجائى موسى حاول فى روايته هذه تأصيل فكرة الانتماء ونبض الألم النابت بما يمكن ان نسميه الاستبداد الفكرى، يقود ذلك إلى مواجهة إشكالية العلاقة ليس بين التراث والمعاصرة ولكن بين الحداثة وما بعد الحداثة وبكلام آخر فإن الصراع الدائم رسم منظومة التمرد الواضح فى أغلب أشكال الشعر والقصة والرواية والمسرحية ذلك أن تفاوت الاختلاف قد نجح فى إنبات نماذج جديدة تمزج بين كل الأشكال الأدبية ليكون الناتج مميزا فى سلالات جديدة لتجديد دماء الإبداعية.
رواية شجرة ليمون لرجائى موسى عمل إبداعى مبهر يزيل آثار الخمول الأدبى الذى ساد سنينا.. ويؤكد أنه لا تاريخ ولاتقدم من دون التفاوت والاختلاف. رجائى موسى أصدر أول مجموعة قصصية له عام ١٩٩٩ بعنوان: أقمار ثم اصدر عام ٢٠١٤ رواية نهايات سعيدة ثم مجموعة حجر الهاوية عام ٢٠١٧.