رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أنحاز للحروف، أهيم شغفا بالكلمات الجميلة، وأتابع تدفق الابداع كعاشق مجذوب يهيم على وجهه. أتتبع الكُتب الجديدة، وأنتقى الأفكار غير التقليدية، وأحب الاكتشافات الفكرية، وأؤمن أن أهم أمر إلهى للإنسان هو أن يقرأ، لذا فإن أول آيات الذكر الحكيم كانت «اقرأ»، وجاءت قبل «آمن» لأن القراءة هى كشاف العتمات، وهى طريق الفهم، وأنه لا إيمان بلا فهم.

من هُنا تُسعدنى لفتات وأفكار ومبادرات نشر القراءة وترسيخ الثقافة فى نفوس الأجيال الجديدة، الأكثر حظا بتطور التكنولوجيا وسهولة الحصول على أى كتاب فى العالم لحظيا.

إن قيمة كل كتاب تتمثل فى حجم النفع المتحقق منه لبنى الإنسان، لذا فإننى أسعد كثيرا بفكرة تسليف الكتب الهامة، وإعطائها لمَن يطلبها ليطلع عليها ويقرأها وينتفع بها. ويسعدنى أن أخالف درس أستاذى الكاتب الراحل عباس الطرابيلى الذى كان يقوله لى قبل عشرين عاما بأن من يُسلف كتابًا خائب، والأكثر خيبة منه مَن يُعيده.

وقبل قليل شاركت فى حفل لمؤسسة «آى رييد» لنشر المعرفة، وسعدت جدا بمبادرة المؤسسة لجمع مليون كتاب يتبرع بها بعض المثقفين وأسر الكتاب الراحلين، ليتم إتاحتها من خلال اتفاق رسمى مع وزارة الشباب والرياضة فى كافة مراكز الشباب فى مختلف أنحاء مصر، فى الصعيد، الواحات، القرى والكفور والنجوع المنسية.

إن كثيرًا من كبار المثقفين يرحلون تاركين مكتبات عظيمة تضم ألوانا شتى من كتب التاريخ والأدب والمعارف المختلفة، وفى كثير من الأحيان يقوم الورثة ببيعها «روبابيكيا» لتجار الورق. وفى بعض الأحيان تباع هذه الكتب بأثمان بخسة لتجار الكتب القديمة فيصنفونها ويرتبونها ويعيدون عرضها وفق تصوراتهم فى القاهرة وحدها، لذا تبقى أرياف مصر وقراها النائية محرومة من نهر الثقافة المتدفق، وتنشأ أجيال وأجيال بعيدة عن المحافظات الرئيسية خاوية العقول، عرضة لأى جماعات ظلامية لخداعها.

تصنع القراءة عقولا رشيدة، تُجهز الساحة لأفكار نافعة غير معتادة، تُحفّز البعض على المحاكاة والابداع، وتفتح الباب لبناء شخصيات أكثر قدرة على العطاء وخدمة الناس ومحبتهم.

لقد أسعدنى أن أعرف أن مصر هى أكبر دولة عربية منتجة للكتاب برصيد 23 ألف كتاب فى العام، وأن الفارق بينها وبين ثانى أكبر دولة وهى العراق ستة آلاف كتاب. ونحن نآمل أن تكون مصر هى الأعلى قراءة أيضا وأن يتحول كل كتاب إلى هدية من صديق لصديقه، ومن والد لابنه، ومن ضيف إلى مضيفه. ما يمنع أن نحمل لمن نزورهم فى منازلهم كُتبا جديدة؟

إن ارتفاع أسعار الورق مؤخرا نتيجة الحرب والتضخم العالمى لا يمثل خصما من منظومة الثقافة إن استطعنا التشارك فى قراءة الكُتب والروايات، ونجحنا فى دعوة أكبر عدد ممكن لمبادرات إهداء الكتب، وإتاحتها بعد قراءتها للآخرين.

إننى أتصور أن مبادرة «آى رييد» لجمع مليون كتاب ممكنة، وسيكون لها مردود عظيم خارج نطاق القاهرة والإسكندرية والمُدن الكبرى، ويُمكن أن تلعب دورا عظيما فى برنامج «حياة كريمة»، ذلك لأنه لا حياة كريمة دون قراءة واطلاع.

والله أعلم..

[email protected]