عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

« لقد أخذ منى عملى فى « الثقافة الجماهيرية « الكثير، ولكنى لست نادما على ذلك،، و لا زلت مؤمنا بأن هذا الجهاز، قادر على أن يعيد عصر النهضة الثقافية فى مصر، إذا تم الاهتمام به، وأعيد النظر بجدية فى وضعه الحالى، ولم تكن قضيتى هى الراتب أبدا، فلم أكن أتقاضى حوافزى، فأنا تعاملت مع هذا المنصب باعتباره مهمة وطنية، ولم أكن أجلس على مكتب، لأنى كنت أدير الثقافة الجماهيرية، من الحديقة المواجهة لمكتبى، وأعتقد أننى ساهمت إسهاما لا بأس به، رغم أنه لا يقارن بإسهامات الرواد، أمثال ألفريد فرج، وحمدى غيث، وحسن عبدالسلام، ولكنى حاولت وهذا شرف لى، والـ25 عاما التى قضيتها فى الوظيفة، لم تكن سنوات عجاف إبداعيا، وقدمت خلالها بعض العروض التى اعتبرت نقلة، مثل « على الزيبق «، إضافة لعروض أخرى فى مسرح الدولة، على مسارح « القومى «، و « الطليعة «، و» الكوميدى»، وأنا راضٍ بشكل عام عما قدمته فى مشوارى...»..

كانت تلك بعض من ذكريات الكاتب والمؤلف المسرحى والسيناريست المبدع الراحل « يسرى الجندى «.. تأمل معى عزيزى القارئ ما تشى به تلك الفقرة من رؤى هامة وإنسانية..من موقع الكاتب المثقف يرى أنه عمل بحب وعطاء فى مؤسسة ثقافية قادرة على أن تعيد عصر النهضة الثقافية..يتحدث بصدق عن مشواره المهنى بوزارة الثقافة، وبنبل جميل يُحدثنا عن رموز رواد ذكر بعضهم بالاسم وأن إسهاماته لا تقارن بإسهامات هؤلاء، ثم يعرض لجانب من إبداعاته الثقافية والتنويرية برضاء من ضميره الوطنى والمهنى.

ويقول : لقد بدأت الكتابة عندى بشكل غريب، بدأت- كما ذكرت فى مناسبات عديدة - بكشكول عن الوعى، الوعى الإنسانى وهو ما كان لغزًا كبيرًا، وبعدها بدأت أكتب فى مجلات مثل «الآداب البيروتية»،و»الطليعة « المصرية، و»المسرح» فى زمن رئاسة صلاح عبدالصبور، وسكرتارية تحرير فاروق عبدالقادر.

لقد كتب « الجندى « عن شكسبير ورائعته «هاملت»، وكان لديه الكثير من التصورات والتساؤلات فى هذا الأمر، ثم تحول إلى الكتابة عن الملمح التصوفى، فلو قرأت «على الزيبق» و»رابعة العدوية» ستجد الكثير بالفعل خلف هذه الظواهر، وهذا ما جعله يفكر فى كتابة مسرحية «اليهودى التائه « كتراث عالمى، فقد كان لديه قناعة أن التراث الحقيقى هو للجميع، وكانت مسرحية سياسية لا تخلو من التصوف.

ومن أعماله المسرحية مسرحية «بغل البلدية» بالعامية 1969، ومسرحية «حكاية جحا مع الواد قلة» بالعامية 1979، ومسرحية «ما حدث لليهودى التائه مع المسيح المنتظر» بالفصحى عام 1972، ومسرحية «على الزيبق» بالعامية 1973، ومسرحية «حكاوى الزمان» بالعامية والفصحى 1974.

ومن أعماله التليفزيونية أبرزها «السيرة الهلالية»، و»جمهورية زفتى»، و»جحا المصري» و»الطارق».. وقد ساهم « الجندى «فى إقامة عدد من المهرجانات المسرحية كان أبرزها ملتقى القاهرة للمسرح العربى. ومعلوم أن للكاتب الكبير الراحل مكانة رفيعة بين كتاب المسرح المصرى والعربى، بأعماله المتميزة التى استهلها فى أواخر ستينيات القرن الماضى، وتوجت بحصوله على جائزة الدولة التشجيعية فى المسرح عام 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة للتفوق فى عام 2005.

 

[email protected]