عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

الفن المصرى تاريخ طويل وإبداع متأصل الجذور، صنعه مبدعون نعرف بعضهم ونجهل للأسف الكثيرين منهم، فى كل المجالات، والإبداع المصرى فى فن الموسيقى قصة كلها تميز وأسماء لامعة فى عصور مختلفة، وقليل من يقدرون على جمع ما قدمه هؤلاء المبدعون أو التأريخ لها أو نقل ما حققوه من نجاحات، لكن الدكتور زين نصار فعل ذلك بعبقرية ممزوجة بعشقه لفن الموسيقى والذى مكنه من أن يبدع هو الآخر فى التأريخ لهذا الفن المصرى الراقى.

فأستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، نجح فى إنجاز الموسوعة الموسيقية والغناء فى مصر والذى أرخ فيها لمائة وخمسين عامًا من تاريخ الموسيقى والغناء فى مصر.

هذه الموسوعة المرجعية تضع الدكتور زين كواحد من أعلام المؤرخين للتاريخ المصرى لأن الموسيقى والغناء كانا جزءا أصيلا من التاريخ وعبرا عن تطور الحياة الاجتماعية والثقافية بل والسياسية أيضاً خلال هذه الفترة الذاخرة من عمر مصر، ولا غرابة أن يعود كثير من المؤرخين السياسيين لموسوعة نصار ليكملوا من خلالها خيوطًا مهمة فى الأحداث التى شهدتها مصر طوال قرن ونصف قرن من الزمان، ولو لم ينجز الدكتور زين غير هذه الموسوعة لكفته كإنجاز علمى ضخم يحسب له، لكنه رغم ذلك لم يقف عندها وإنما واصل جهده للتأصيل للفن الموسيقى المصرى، سواء من خلال الدراسات العلمية والمؤلفات التى قدمها أو الأبحاث والرسائل التى أشرف عليها وتزيد على ١٦٠ رسالة متنوعة فى هذا المجال الإبداعى الرحب.

ليس هذا فحسب، بل ارتبط اسمه بأهم البرامج الإذاعية المتخصصة فى الغناء والموسيقى منذ عام ،1977 فى شبكة صوت العرب والبرنامج العام والبرنامج الثقافى والبرنامج الموسيقى، وكلها برامج تناقش القضايا الموسيقية وتبسطها لغير المتخصصين وتقدم المعرفة وتحلل الكلمات والألحان بلغة سهلة، ما جعلها تسهم فى تشكيل وجدان المجتمع المصرى، وليعرف أبناء الاجيال المختلفة أهمية القوة الناعمة المصرية فى هذه المجالات. 

٢٦ عاما ظل خلالها الدكتور نصار يحرص على كتابة المادة العلمية لبرنامج عالم الموسيقى لإذاعة صوت العرب منذ ١٩٧٨ وحتى 2004، ومن هذا التاريخ يكتب حتى الآن برنامج أوتار موسيقية لشبكة البرنامج العام، ليواجه من خلاله وبأسلوب رصين كل الظواهر العشوائية وأحدثها ما يسمى بأغانى المهرجانات التى أساءت إلى الفن المصرى الحقيقى. 

ولأن القضية عند الدكتور نصار ليست تربحًا ولا وظيفة يؤديها بل رسالة آمن بها ونذر نفسه لها حتى وإن أنفق عليها من جيبه الخاص، لذلك لم يكتف بالعمل الإذاعى، وإنما ساهم أيضاً وبشكل كبير فى نشر هذه الرسالة عبر الصحافة الورقية، فكتب فى العديد من الصحف والمجلات فى مجال الموسيقى والغناء وكان لمقالاته صدى طيب ولاقى قلمه قبولًا وترحيبًا بسبب تميز لغته وقدرته على انتقاء قضايا مختلفة ومهارته فى أيضاح فكرته لتصل إلى القارئ دون عناء. 

‏وعلى الصعيد الأكاديمى، فحدث ولا حرج.. فالدكتور نصار يشهد له الجميع كباحث متعمق وأستاذ فى مجاله يرجع إليه كل المتخصصين فى علم الموسيقى وتاريخها وأصولها، ويشهد كل من تعامل معه بعلمه وتواضعه ورقى خلقه مع الجميع ولهذا فهو بحق معلم للأجيال.