رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نستكمل حديثنا اليوم مع كتاب محمد قطب عن الفن الإسلامى، والذى  يطالب فيه بفن وإبداع قائم على قيم الإسلام، مستثنيا من ذلك التمثيل باعتباره ليس فنا، ويضع قطب قواعد وأسسا للفن الإسلامى تتضمن تحريضه على العدل والمساواة وتقبيحه للظلم، واهتمامه بالطبيعة، مطالبا بقوالب صارمة للرقابة على الأدب والشعر والفن، لتحويلها إلى أدوات لخدمة المشروع الإسلامى، ففى فصل بعنوان هذا هو الطريق، يستلهم قطب قصة أصحاب الأخدود، فهى قصة فتية آمنوا بربهم واستعلوا بحقيقة إيمانهم ثم تعرضوا للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق الإنسان وكرامته، فأصبحوا يتسلون بآلام هؤلاء الفتية ويتلهون بمنظرهم أثناء التعذيب، فى إسقاط مباشر على تلك الفترة التى تعرضت فيها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لحملة من الاعتقالات، بعد توجيه اتهامات لها بتدبير محاولات انقلابية فى مصر عام ١٩٤٥، لذلك يقدم قطب الحل فى أنه لا بد من ثورة شاملة على حاكمية البشر فى كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد الكامل على كل وضع فى أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور.

فلسفة محمد قطب اعتمدت على أن يتمتع «الإخوان» بمؤيدين لهم ولمشروعهم من خارج التنظيم، حتى يستطيع التنظيم الإخوانى الإرهابى مواجهة السلطة، ومفاوضتها ومعه طوفان من المؤيدين، الذين تحسب لهم ألف حساب، وقد تبنى خطاباً فلسفياً فى تجنيد أبناء الأمة الإسلامية لإقامة الخلافة رويداً رويداً، كان محمد قطب يرى ضرورة التأثير على أبناء الأمة أولاً، وإقناعهم بحتمية حكم البلاد الإسلامية بشرع الله وشريعته، أى إنّه كان يعول على استقطاب ظهير شعبى ينادى بتطبيق الشريعة، فيصبح الانقلاب على الجاهلية مهيأً بإرادة الجماهير، فيتحقق مبدأ الديمقراطية الإلهية، وهو ما سيحدث بعد عقود من الزمان، حين تبنى بعض الدعاة شعار (قالت الصناديق لله نعم) فى إشارة إلى صناديق الانتخابات، فى مرحلة ما بعد ثورات ٢٠١١، وصعود التيارت إلى الحكم فى بعض البلاد، أو إلى مشارف الحكم فى بلاد أخرى شرقا وغربا، ولم تكن السلطة التى يواجهها الإخوان تارة، ويفاوضونها تارة أخرى، علمانية إنما كانت بمرجعية دينية، حتّى إن لم تكن دينية كاملة، فمعظم البلاد العربية التى لقبها الغرب والتيارات الإسلامية، على حد سواء بسلطة علمانية كانت فى أصلها سلطة تحتكم إلى الشريعة الإسلامية فى كثير من أحوالها، فكان الفرق بين السلطة الحاكمة وتيارات الإسلام السياسي، أن الأخيرة إرادتها ثيوقراطية كاملة، لا نصف ثيوقراطية.

لعل أكبر انتصار فى بداية الأمر لجماعة الإخوان الإرهابية هو تبنى العامة، غير المؤيدين لتنظيم الإخوان، شعارات التنظيم، فنجد بعض من يعادون الإخوان تنظيمياً يرفعون شعار «الإسلام هو الحل»، ونجد البعض ممن انقلبوا على الإخوان يتبنون شعار «القرآن دستورنا»، وهو شعار صاغه مؤسس الجماعة حسن البنا، وكان قطب دائما ما يرى وينبه فى كتبه الى خطر الصدام مع الأنظمة السياسية الحاكمة فى العالم العربى قبل القدرة عليه، وقبل أن يفهم الناس معنى كلمة التوحيد وضرورة الحكم بما أنزل الله، كما علق قطب على صراع الجماعة الاسلامية بمصر مع النظام الحاكم فى التسعينيات، حيث قال إن قيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعى والخبرة التى تمكنها من إدراك خطر التورط فى مواجهة مع النظام السياسى، كما وصف جماعة الإخوان الإرهابية بقوله لقد انحدرت لدرجة أننى أعتبرهم احتياطا موجودا عند الغرب، سيستخدمهم فى حالة إحساسه أن الإسلاميين الحقيقيين سيصلون إلى الحكم، ويهددون المصالح الغربية فى الشرق الإسلامى، وأردف قائلاً وأنا أسأل الله العظيم ألا تصل هذه الجماعة إلى الحكم فى أى بلد من بلاد المسلمين، لأنها ستضرب كل من يخالفها، وكل ذلك سيكون باسم الإسلام ولن تسمح لأحد بإبداء رأيه.

وللحديث بقية

[email protected]