عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجميع يتابع الحرب الأوكرانية، ويشير بأصابع الاتهام إلى روسيا. ويظهر بوتين وكأنه ديب الحروب، بينما أوكرانيا الحمل الوديع الذى يدفع الثمن، وهى فى الحقيقة كذلك. ولكن جميعنا يتناسى أن هناك من دفع الديب الروسى للخروج من مكمنه، والدخول فى حرب ستؤثر عليه اقتصاديا، وأن أمريكا هى الشيطان الذى نصب الفخ للجميع.

أعنقد أنك ستفكر فى الأمر بشكل مختلف إذا علمت أن الولايات المتحدة قدمت أكثر من مليار دولار كمساعدة أمنية لأوكرانيا فى العام الماضي. إلى جانب أن محتويات أحدث حزمة مساعدة أمنية تمت الموافقة عليها لأوكرانيا - بقيمة 350 مليون دولار - فى طريقها إلى هناك، وهى «أكبر حزمة سحب رئاسية فى التاريخ». 260 مليون دولار من تلك الحزمة، التى تشمل أشياء مثل القدرة المضادة للدروع، تم تسليمها بالفعل إلى أوكرانيا لدعمها فى قتالها ضد الغزو روسى، الذى دأبت وسائل الاعلام الأمريكية بوصفه بأنه غير مبرر وغير قانوني، متناسين ما تم إرساله خلال العام الماضى، من المساعدات الحربية لأوكرانيا، على الرغم من أنه لم يتم تصنيف كل ذلك على أنه «سحب».

مع العلم أنه يسمح بالسحب، وفقًا للوثائق المتاحة من وكالة التعاون الأمنى ​​الدفاعى، للرئيس فى ظروف معينة - بما فى ذلك أشياء مثل عمليات حفظ السلام، ومكافحة المخدرات، والمساعدة الدولية فى حالات الكوارث، والمساعدة فى مكافحة الإرهاب، ومساعدة عدم الانتشار، والهجرة، ومساعدة اللاجئين - سحب الأسلحة والذخائر والمواد الموجودة من المخزونات العسكرية الأمريكية الحالية وتقديمها إلى الدول الأخرى.عملية تقديم هذا النوع من المساعدات تبدأ بمطالبة وزارة الخارجية بسلطة سحب القوات من الرئيس، وكذلك قيام وزارة الدفاع بتحليل ما يحتاجه الأوكرانيون - بالتشاور مع الأوكرانيين - ثم رؤية ما هو موجود.. متاح بالفعل، «لأن السحب مأخوذ من مخزون الخدمات، وهم بالتالى لا يخرجون فى السوق ويشترون سلعًا جديدة، بل يجب أن يمتلكوها فى متناول اليد حتى يتمكنوا من توصيلها».

وحتى تتضح الصورة علينا أن نعلم أن العمليات الخلفية لإجراء المساعدة الأمنية قد تستغرق أسابيع أو حتى أشهرا، لكن بالنسبة لأوكرانيا، تمكنت الوزارة من ضغط هذه العملية الخلفية بشكل كبير إلى ساعات أو أيام - وهو ما ساعد بشكل كبير على تسريع الجهود لتقديم المساعدة التى يحتاجها الأوكرانيون.

وفى الواقع أن الولايات المتحدة ليست وحدها فى مساعدة الأوكرانيين. فى الواقع، هناك 14 دولة أخرى تساعد أيضاً. منذ الغزو، شهدنا... 14 دولة منفصلة تقدم بالفعل مساعدات أمنية لأوكرانيا - وبعض هذه الدول ليس لديها سجل لتقديم مساعدة كبيرة لأوكرانيا». «يمثل هذا أيضاً تأثيرا حقيقيًا لوزارات دفاعهم لتكون القادرة على التحرك بسرعة، وفق خطة يبدو للعاقل أنها معدة من قبل ذلك بفترة طويلة، وبتنسيق مع أمريكا».

الجميع يعلم أن المساعدة الأمنية لأوكرانيا ستستمر وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع أوكرانيا لمعرفة ما هو مطلوب، وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تحققه من جراء تلك الحرب التى أشعلت فتيلها بيديها، ودفعت موسكو دفعا للدخول فيها.

بل إن الإدارة تقدمت بطلب للحصول على تمويل إضافى، وتخطط لمواصلة تقديم مساعدة السحب الرئاسى إلى الأوكرانيين. بالإضافة إلى ذلك، وزارة الدفاع تسعى للحصول على مساعدة من الكونجرس لتجديد المخزونات التى تم سحبها لتقديم المساعدة المقدمة بالفعل إلى أوكرانيا.

ومع الأيام سيعرف الجميع أن المحرك الأساسى لإشعال الحروب فى العديد من المناطق، هى أمريكا، وهى تفعل ذلك عن كثب وبخطة ممنهجة؛ هدفها الأول إنهاك خصمها اللدود روسيا، وربما جرت الصين للدخول فى تلك الحروب.. الى جانب الظهور وكأنها شرطى العالم وحامى الحمى؛ من خلال ما تنشره وسائل إعلامها الظاهرة والخفية، ونتلقاه ونردده، دون وعى أو دراية بحقيقة الأمور.