رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (٤)

سيظل التاريخ شاهدًا على إرهاب وإجرام جماعة الإخوان المسلمين، فوقائعه التى لا تكذب، والتاريخ تؤكد لنا أن هذه الجماعة هى أول من مارست الإرهاب المتأسلم وأول من روج لفكرة قتل الخصوم، باعتبار أنهم خارجون عن فكر الجماعة الذى يحتكر التعبير عن الإيمان بالله فى عقولهم الفاسدة.

 أسس حسن البنا التنظيم السرى الإرهابى عام 1940م بقيادة محمود عبدالحليم، وخلفه فى العام التالى عبدالرحمن السندى وذلك وبتكليف من المرشد البنا.

فى عام 1945 نجح التنظيم فى اغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر، حيث اعترف اثنان من قادة الإخوان المسلمين ومن المقربين من حسن البنا هما سيد سابق وأحمد حسن الباقورى بأن الاغتيال تم من قبل الإخوان وأن العيسوى كان منتميا للإخوان فى الباطن ولو أعلن ظاهريا انتماءه للحزب الوطنى، وذلك لأن أحمد ماهر أسقط البنا فى انتخابات البرلمان عن دائرة الإسماعيلية.

فى 22 مارس 1948 تربص اثنان من أعضاء النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وهما محمود زينهم وحسن عبدالحافظ للمستشار أحمد الخازندار أمام منزله وقتلوه أمام زوجته، وحجتهم فى ذلك أنه اعتدى على الجماعة عندما أصدر أحكاما مغلظة على متهمين منهم فى أحداث عنف ضد جنود إنجليز وذلك عندما كان قاضيا بالإسكندرية.

عندما تكشفت حجم إرهاب الجماعة وخطورتها على أمن المجتمع وطموحها فى تقويض أركان الدولة، أصدرالنقراشى باشا، يوم 8 ديسمبر 1948 أمرا عسكريا بحل الجماعة ومصادر ممتلكاتها وأموالها والقبض على جميع أعضائها.

هنا قررت الجماعة التخلص من النقراشى فتربص له عضو التنظيم الخاص عبدالمجيد حسن أمام مصعد وزارة الداخلية «كان النقراشى يشغل منصب وزير الداخلية بجانب رئاسة الوزارة» وهو يرتدى زى ضابط شرطة ثم أطلق الرصاص على النقراشى فأصابه فى مقتل، وذلك فى الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحا من يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 1948م.

عقب قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م سعت الثورة لفتح صفحة جديدة مع الإخوان، ولكن ما لبثت أن أظهرت الجماعة ميلها لفرض سلطانها على المجتمع، بالعنف والإرهاب، فسعوا عام 1954 إلى اغتيال جمال عبدالناصر فى حادثة المنشية فقدم الخطرون من الإخوان إلى المحاكمة.

فى هذه الفترة تبلور البناء الفكرى والإرهابى للجماعة على يد سيد قطب، والذى صاغه فى كتابه الأشهر «معالم فى الطريق»، والذى طُبع ونُشر والرجل فى سجنه، ويمكن تناول أبرز أفكاره على النحو التالى:

1- يقرر سيد قطب أن المجتمعات نوعان، مجتمع جاهلى ومجتمع مسلم، فالمجتمع الإسلامى هوالذى يطبق فيه الإسلام سواء كعقيدة أو عبادة أو شريعة أو نظام، وفى حالة عدم تحقيق ذلك يكون المجتمع جاهليا حتى لو قال أبناؤه عن أنفسهم مسلمون.

2- يرفض سيد قطب كافة نظم الحكم والسياسة من ديموقراطية واشتراكية وعلمانية...إلخ، حيث يرى أنها نوع من حاكمية البشر التى تتناقض مع الحاكمية الإلهية التى تتمثل فى تحقيق العبودية لله وحده، وإخراج الناس من سلطان العباد فى حاكميتهم وشرائعهم وقيمهم وتقاليدهم إلى سلطان الله وحده فى كل شأن من شئون الحياة.

3- يرى سيد قطب أن تحقيق البعث الإسلامى للقضاء على الجاهلية لن يتم إلا بالاعتماد على عصبة مؤمنة يتغلغل الإيمان فى ذهنها وعقلها بمعزل عن المجتمع الجاهلى، ثم بعد ذلك يتم إعدادها وتنظيمها عسكريا حتى تتمكن من مواجهة طواغيت المجتمع الجاهلى من خلال الجهاد حتى تتمكن هذه الطليعة المؤمنة من إقامة دار الإسلام ومن ثم الانطلاق للقضاء على مجتمع الجاهلية.

والحق أن حالة سيد قطب تظهر لنا جليا وبكل وضوح أن «الإخوان يكذبون كما يتنفسون»، وأستطيع - عزيزى القارئ - أن أدلل عليه بالتالى: عندما كان مرشدهم السابق المستشار حسن الهضيبى تحت وطأة حكم الرئيس جمال عبدالناصر أصدر كتاب «دعاة لا قضاة»ـ وأنكر فيه علنا كتابات سيد قطب، ولكن السيدة زينب الغزالى - وهى واحدة من قيادات الإخوان - تقول فى كتابها «أيام من حياتى» إن المستشار الهضيبى قرأ كتاب سيد قطب «معالم فى الطريق» مرتين وهو فى السجن، وأجازه قبل طبعه معلنا أن هذا الكتاب حصر أمل الدعوة كلها.

وعندما ارتفع موج الإرهاب فى الثمانينيات بدأ قادة الإخوان يعودون ويتمسكون بانتمائهم لسيد قطب، فأصدر صفوت منصور أحد قادة الإخوان كتابا بعنوان «منهج العمل الإسلامى»، والذى أكد فيه أن سيد قطب هو الذى جدد شباب الدعوة وحدد منهجها الفكرى والعملى، كما أصدر صلاح شادى - أحد قادة التنظيم السرى - كتابا يحمل عنوان «الشهيدان حسن البنا وسيد قطب»، يقول فيه إن حسن البنا كان البذرة الصالحة وسيد قطب هو الثمرة الناضجة.

وقد تمكن التيار القطبى الذى تربى على أفكار سيد قطب الدموية من إحكام سيطرته على الجماعة، لذلك لا غرابة أن يخرج المعزول محمد مرسى والإرهابى محمود عزت ليدافعا عن إرهاب سيد قطب فى عام 2008 فى برنامج منابر ومدافع على قناة الفراعين، متهمين كل من يهاجم أفكار سيد قطب الدموية بأنه لم يفهم كتابات قطب!!.

والآن عزيزى القارئ هل عرفت جيدا أن الإخوان يكذبون كما يتنفسون، وأن داء العنف والإرهاب قد تملك منهم وجرى منهم مجرى الدم.

 

عمرو عزت حجاج

 عضو مجلس الشيوخ

 عن تنسيقية شباب الأحزاب

 والسياسيين عن حزب التجمع