رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

عرفت الفنان الراحل تاد منذ كنت طالبًا بكلية الهندسة كنت اقابله فى ندوات قصر ثقافة قصر النيل بجاردن سينى. وهو حاليا قصر السينما. كنت أراه يتابع قصائد الشعر بعمق وتأمل. وبعد ان تعرفت عليه قال لى بفرح أنا قرأت لك قصيدة فانتازيا بمجلة صباح الخير. جميلة جدًا.. وادهشنى انه يتذكر عنوان قصيدتى وفحواها. كان شديد الحساسية. يمتلك رؤية بانورامية تعكس عمق تفهمه للفن والشعر. وصارت صداقة كبيرة بيننا وكنت ازوره دائمًا بصباح الخير. سنوات طويلة وشهد معى ميلاد أكثر من ديوان شعر وكان سباقا فى الاحتفال بصدور أعمالى وحضور ندوات المناقشة. وبالتالى كنت أتابع رسوماته المبهرة بصباح الخير وروز اليوسف ثم معارضه الفنية المتجددة وكان فى كل مرة أجد نفسى أمام مستودع من عقلنة الرؤية الإنسانية والفنية.. كم من التنوير والحداثة يطغى على كل لوحه.

ولهذا حينما عرضت لوحاته فى باريس و سويسرا وجد اهتماما مكثفا هناك لأنهم لمسوا جانبا مميزا لفنان مصرى ورث عن اجداده الفراعنة عناصر البساطة والألوان الزاهية الطبيعية والخطوط الصريحة المختزلة ووضوح الفكرة. هذا فنان من طراز متفرد يرسم وعقله يعيش فى المستقبل وعيناه لا تختتم حديثا قبل أن تتحدث عن محاور جديدة على مستوى الممارسة النظرية أو العملية فى مختلف مجالات الفن فهو شاعر فى ثوب فنان تشكيلى ورسام فى ثوب ناقد.

لقد اختزل كل الفنون فى وعيه الناضج الحى دائمًا.. ولهذا كله فهو يجمع فى تناوله للوحاته بين المعالجة النظرية ورصد سمات الواقع المعلن وما بينهما من تأثيرات متبادلة. فهو بذلك يقدم نموذجًا للجدل الدائر الخلاق بين الفكر والممارسة. اليوم تمر خمسة عشر عامًا على رحيل تاد وقد أقامت زوجته معرضه الثالث عشر منذ رحيله. وقد اخبرتنى انها عثرت بالمصادفة على صندوق ضخم مليء بكم كبير من اللوحات الكاملة دون إطار أو برواز.. وقالت إن من حقه علينا أن نعرض هذه الأعمال الفنية الجادة.. وانا أتمنى من الدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أن تأمر بتنظيم معرض لتاد يتجول فى محافظات مصر.. المدن والقرى.. ويكون بمثابة فكرة تشمل أشهر وأميز الفنانين التشكيليين على ان تتجول معارضهم أيضا أجواء بلادنا.

‏ [email protected]