رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م ... الآخر

 

 

بدأت عجلة لحرب، ولا يمكن توقع متى تنتهي؟ أو إلى أين تنتهي؟ فى ظل صراع القوى فى العالم، والكل يريد أن يفرض قوته على الأرض، روسيا، حلف الناتو، أمريكا، الصين، أوروبا، معركة تهدف إلى إعادة تشكيل نظام القوى فى العالم، ويبقى السؤال ما حجم تأثير هذه المعركة علينا فى مصر؟

بلا شك هناك تأثير مباشر، ويأتى فى مقدمته ارتفاع الاسعار والتى هى مرتفعة بالفعل، وهناك عوامل تزيد من الارتفاع الحالي، منها الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار النفط، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، وعدم تعافى الاقتصاد بعد من جائحة كورونا.

والمشهد خلال الأيام القليلة الماضية فقط يشير إلى بداية تأثر اقتصاديات العالم، وكان الأكثر استجابة لرد فعل الحرب هو سوق الأسهم الذى تراجع فى روسيا 30%، ومصر 6.6%، والهند 4.8%، وفى معظم دول العالم، وشهد الذهب الملاذ الآمن فى الازمات والكوارث والحروب بما يقترب من 10%، وارتفع النفط ليصل إلى 102 دولار مع وجود توقعات تشير إلى مواصلة الارتفاع حتى 120 دولارًا.

أما اسعار العملات، فقد شهدت عملات كثيرة تراجعا ومنها: الروبل 9%، ولكن ماذا عن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري؟ وهل سيشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة القادمة؟ ويذهب البعض إلى 20 جنيها للدولار الواحد (حاليا 15.64) وخاصة أن هناك ضغطًا على موارد مصر الدولارية فيما يتعلق بقطاع السياحة.

لا نتوقع تحرك الدولار مقابل الجنيه بصورة كبيرة، وسوف يظل بين السعر الحالى و16 جنيها، وذلك لعدد من العوامل منها: تحويلات العاملين من الخارج فى تزايد حيث ارتفعت خلال 11 شهرًا من يناير إلى نوفمبر 2021 بنحو 6.6% لتصل إلى 29 مليار دولار، وايرادات قناة السويس، والصادرات وجاذبية ادوات الدين الحكومية للاستثمار الاجنبي، وربما تؤدى الظروف الحالية والقرارات التى اتخذها البنك المركزى إلى تراجع فى الواردات خاصة السلع غير الضرورية، مما يشكل توفيرًا لموارد مصر من العملة الصعبة.

وقطاع السياحة سيتأثر حيث تمثل السياحة القادمة من روسيا وأوكرانيا 50% وهذا يعنى أنه كلما تطور الصراع شكل عبئًا كبيرًا على السياحة، وهو ما يتطلب من القائمين البحث عن بدائل خاصة مع انفتاح دول العالم بعد جائحة كورونا.

ولا ننسى ملف القمح، فروسيا وأوكرانيا تمدان العالم بـ 20% من انتاج القمح، مما يتطلب موردين آخرين مثل فرنسا، والارجنتين، واستراليا وكندا وأمريكا، مع التذكير بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي.