رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع موقف جماعة الإخوان الإرهابية المؤيد لغزو صدام للكويت عام ١٩٩٠، وتأثير هذا الموقف على أعضائها المقيمين فى الخليج، وتسبب فى انحسار نشاطهم، واعتزال محمد قطب فى بيته، لكن بيته بمكة المكرمة، والذى أصبح ملتقى تجتمع فيه قيادات إسلامية وحركية شتى فى كل وقت، نظرا لقربه من الحرم المكى الذى يؤمه المسلمون فى حجهم وعمرتهم، وأصبح بيت محمد قطب فى مكة والقريب من الحرم يضج دائما بالزوار والمحبين والمتتبعين لآثار سيد قطب أيضا، وكان من آخر الزيارات منتصف ٢٠١٣، وفد من جمعية الاتحاد الإسلامى من لبنان، حيث نشرت الجمعية تقريرا مفصلا عن زيارة محمد قطب إلى السعودية التى «تناولت أوضاع أهل السنة فى لبنان وملف الثورة السورية المباركة، وخصوصا أوضاع النازحين، مع عرض من رئيس الجمعية عن هموم الدعوة فى لبنان».

بحسب بعض الروايات، فإن أحد طلاب محمد قطب كان رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، عندما كان محمد قطب يزور تركيا ويحاضر فيها العامة والطلاب، وكان من بين هؤلاء الذين يحضرون له رجب أردوغان، وحينما وصل أردوغان للسلطة واستقر قطب بمكة وفى إحدى زياراته الرسمية للسعودية، وبعد أداء العمرة توجه أردوغان بموكبه الخاص إلى منزل قطب، فقبل رأسه ويده وجلس بين يديه يطلب منه الدعاء وزيارة تركيا والإقامة فيها، واعتذر قطب لرغبته فى مجاورة البيت الحرام، فلم تكن تركيا فقط هى من عرضت اللجوء والإقامة على محمد قطب، بل قدمت دولة قطر أيضا عرضا له بالانتقال إليها والإقامة فيها، والعمل فى إحدى جامعاتها، وجاء ذلك على لسان يوسف القرضاوى الشخصية الأبرز فى التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المتأسلمين، والذى قال «قد دعوت محمد قطب لينتقل إلى قطر ليعمل فيها ويستقر بها، وكل أهل قطر يرحب به»، وكم حاول معه صديقنا وصديقه الدكتور عبدالرحمن بن عمير النعيمى، ولكنه رفض أن يترك جوار المسجد الحرام الذى جعله الله قياما للناس وأمنا.

بهدوء رحل محمد قطب المفكر والكاتب الإسلامى المتشدد عن عمر يقترب قليلا من المائة، بعد مشوار صاخب دخل فيه فى صدامات واختلافات ومحاكمات، كان أشهرها محاكمة ١٩٦٥ والتى أعدم فيها شقيقه الأكبر سيد قطب، لقد اختار محمد الشقيق الأصغر لسيد والذى يفرقهما ١٢ عاما السعودية ليكمل فيها دراساته وأبحاثه وكتبه بعد أن خرج من السجن أوائل السبعينيات، وقد كان من اللافت أن محمد يعيد صياغة أفكار سيد بكثير من التفصيل ويكرر أحكامه المتشددة فى الموقف من المجتمع، والدعوة إلى الجهاد المسلح، واعتبار كل فكر مختلف عن الإسلام مؤامرة صليبية، وهو ما تزخر به كتبه التى تجاوزت عشرين كتابا، والتى من أشهرها كتب «جاهلية القرن العشرين»، «هل نحن مسلمون»، «منهج التربية الإسلامية»، «منهج الفن الإسلامى»، « «واقعنا المعاصر»، «معركة التقاليد»، «التفسير الإسلامى للتاريخ».

ومن الواضح عزيزى القارئ، أن محمد قطب يختلف عن شقيقه الأكبر بوضوح المعنى وتأصيل الفكرة بعمق يبتعد كثيرا عن الأسلوب الخطابى والكتابة البلاغية، كما يتضح من قراءة كتب محمد قطب أنه أكثر اطلاعا واهتماما بالفلسفة والأفكار الغربية، ويمتلك قدرة على تفنيد تلك الأفكار جيدا، وللحديث بقية.

[email protected]