رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب فى القانون الدولى مثل الطلاق فى الإسلام أبغض الحلال.. والقانون الدولى شرع الحرب فى حالة واحدة وهى الدفاع عن النفس.. ومن هنا اصبحت الحروب فى العالم من الكبائر واصبح يمكن محاكمة من تسبب فيها بتهم تبدأ بارتكاب جرائم حرب او العدوان وهو الأمر الذى منحه القانون الدولى الاختصاص فيه للمحكمة الجنائية الدولية.

 اتكلم هنا بمناسبة الحرب التى اندلعت يوم الخميس بين روسيا وجارتها اوكرانيا وهى حرب عبثية بلا جدال.. فروسيا تعتقد ان عندها الحق فى الدفاع عن نفسها وامنها القومى، فالهجوم جاء بعد أيام من إعلان بوتين أن موسكو تعترف رسميًا بدونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا نفسيهما جمهوريتين مستقلتين فى منطقة دونباس شرقى أوكرانيا، وأمر بنشر القوات الروسية هناك تحت مسمى حفظ السلام وامتدت الأراضى التى اعترف بها بوتين إلى ما وراء المناطق التى يسيطر عليها أنصار الدولتين المنفصلتين.

 وفور دخول القوات الروسية الى اوكرانيا قامت الدنيا ولم تقعد وتبارت الولايات المتحدة واوروبا فى التنديد بها وإدانة روسيا وفرض عقوبات عليها وتم الكشف عن الاسباب التى دفعت الرئيس الروسى الى اتخاذ قرار الغزو وعلى راسها منع التقارب الغربى مع اوكرانيا ودعم الانفصال والامر الثالث هو ما يقوله ان القائمين على الحكم فى اوكرانيا هم من النازيين الجدد وهو مانفاه الغرب بدليل ان الرئيس الاوكرانى يهودى الديانة.

هذه الحرب فى الحقيقة صراع بين روسيا التى تريد استعادة موقعها فى العالم كقطب قوى خصوصا بعد المظهر الذى ظهرت به الولايات المتحدة الأمريكية اثناء انسحابها العشوائى والمتسرع من أفغانستان مما اكد للجميع ان واشطن فى اضعف أيامها وهو ايضا ما ظهر فى التردد الأمريكى فى اتخاذ موقف من الحرب فى اوكرانيا والذى عبر عنه الرئيس الأمريكى بايدن يوم الخميس الماضى.

كما أن لهذه الحرب علاقة بامدادات الغاز الى الغرب وتفاقم التوتر بسبب أزمة الطاقة الأوكرانية المتفاقمة التى تعتقد كييف أن موسكو أثارتها عن قصد. و تعتبر أوكرانيا خط أنابيب «نورد ستريم 2» المثير للجدل، الذى يربط إمدادات الغاز الروسية مباشرة بألمانيا، تهديدًا لأمنها القومى و بعد طلبات من الرئيس الاوكرانى والإدارة الأمريكية اعلن المستشار الألمانى أولاف شولتز، إنه سيوقف المصادقة على خط الأنابيب بعد قرار بوتين بإرسال قوات إلى أجزاء من شرقى أوكرانيا.

 فهذا الخط كان سيؤدى الى مد اوروبا بالغاز الطبيعى الضرورى لتشغيل محطات الطاقة هناك ووقف الخط كان جزءًا من الغضب الروسى على اوكرانيا بجانب الغضب التاريخى من محاولة الغرب ضم اوكرانيا الى حلف الاطلسى، وهو ما يرفضه الروس تماما باعتبار ان الأوكرانيين والروس شعب واحد.

 هذه الحرب لها آثار خطيرة على الغرب وعلى موازين القوى فى العالم، فالخيوط فيها تتشابك وتتداخل فيما بعضها وسوف ينتج عنها اما عودة روسيا الى مكانتها التى افتقدتها بعد حل الاتحاد السوفيتى كقطب قوى فى العالم ويقابله اضعاف للولايات المتحدة فى حالة التحالف بين روسيا والصين، وهنا يمكن أن سيعود التوازن للعالم

ويبقى سؤال مهم أين سيكون العرب من نتائج هذه الحرب ؟ هل سنعود للعمل الجماعى أم ستظل كل دولة تبحث عن مصلحتها دون النظر الى مصالح الدول العربية الاخرى وبالتالى تستمر حالة التشرذم التى نعيشها وكانت النتيجة حرب أهلية فى 4 دول عربية ودولة مازالت تحت الاحتلال.