رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تابعت باستياء شديد واقعة ضرب «رجل» لعروسه على مرأى ومسمع من الجميع فى محافظة الإسماعيلية، وشعرت بامتعاض حين برر خطأه بأنه صعيدى، وأن هذا السلوك منتشر عند الصعايدة، ولكنه بذلك يسيء لسمعتنا باعتبارى رجلًا صعيديًّا تربيت على احترام المرأة وحمايتها من أى سلوك يخدش كرامتها أو يجرح كبرياءها، فالرجل الحقيقى هو من يرفض هذا السلوك العدوانى، وليس من يفعله.

نحن-الصعايدة- تربينا على اتباع تعاليم الدين الإسلامى الذى يدعو إلى الرفق واللين مع النساء، وأوصى بحسن معاملتهم، فقال رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ فى الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا»، ولنا فى رسول الله قدوة بتعامله مع نسائه الذى لم يتخلله يومًا إهانة أو اعتداء بأى نوع.

أتفهم موقف البنت المغلوبة على أمرها التى تنازلت عن حقها القانونى، ورفضت تحرير محضر لزوجها، ولكن أين حق المجتمع الذى شاهد هذا الجرم يرتكب فى الطريق العام، ثم يترك فاعله دون أى عقاب، ولست مع خراب البيوت أو تخريب حياتهما الأسرية، ولكن السكوت عن الحق يزيد الباطل قوة، فالإنسان العدوانى لن يشعر بخطأ يرتكبه عندما يضرب ويعتدى على غيره طالما تيقن أنه سينجو كل مرة دون عقاب.

كيف نعلم أبناءنا الالتزام بالقانون والأخلاق الحميدة، وهم يرون يومًا بعد يوم تأصيل فكرة العنف ضد المرأة والطفل فى الشارع من خلال فيديوهات منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ علينا جميعًا أن نقف وقفة حاسمة تجاه أى عنف خاصة إذا حدث هذا العنف بعلانية، ويجب أن يكفل القانون حق المجتمع الذى يرى ويتأثر نفسيًا وسلوكيًا، كما يفعل مع ارتكاب فعل فاضح فى الطريق العام.

إن التهاون مع السلوكيات العنيفة التى ترتكب فى الأماكن العامة والطرقات وتؤثر بشكل مباشر على أطفالنا وأبنائنا المراهقين هو تهاون فى بناء إنسان سوى ملتزم بالقيم والأخلاق والقانون، وزيادة احتمالية إنشاء مجرم اعتاد على العنف والجرم، فعلى الدولة تقنين هذا السلوك وحماية أبنائنا من مخاطره الجسيمة التى تؤثر حتمًا على المجتمع.

يجب أن نخلق استراتيجية حاسمة نحمى بها المرأة من العنف بشكل عام، من خلال تعديل السلوك لمرتكبى العنف ضد المرأة، وتنشئة أبنائنا فى المدارس على اتباع القيم الإنسانية، واحترام المرأة، وتكريمها، لأنها تاج فوق الرؤوس، ولا يمكن أن ينصلح المجتمع من دونها، فهى الأم والأخت والزوجة ورفيقة الحياة.. فرفقًا بالقوارير.