رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نستكمل حديثنا اليوم مع أفكار المودودى وسيد قطب وأخيه الأصغر محمد قطب، تلك الأفكار التى مازالت تطل علينا من قبورهم، وقضية تكفير المسلمين المنبثقة من أفكار سيد قطب والكتاب المثير المنسوب إلى مرشد عام الجماعة الإرهابية المستشار حسن الهضيبى بعنوان دعاة لا قضاة، رد فيه بقوة على أفكار سيد قطب التى لا تمثل الإسلام الصحيح، قال مرشدهم الأستاذ حسن إسماعيل الهضيبى ردا على تلك الدعوى، كلمته الجامعة التى حددت طريق الإخوان المسلمين وعبرت عن منهجهم وصورت مهمتهم (نحن دعاة ولسنا قضاة)، اعترض الهضيبى على أفكار المودودى، وناقش مصطلح «الجاهلية».

وشدد على خطورة التكفير، ورد على مجمل أفكار سيد قطب من دون أن يسميه، فى طرح غريب عن السائد لدى جماعة الإخوان الإرهابية، لكن رغم الشهادات والأحاديث هنا وهناك والتى تؤكد أن الهضيبى لم يكتب «دعاة لا قضاة»، وإنما كتبته مجموعة من علماء الأزهر بتنسيق من السلطات، فإن من أبرز من اعترضوا على الكتاب ورفضوه فى السجن كان محمد قطب، وشكرى مصطفى، حيث رفض الاثنان الكتاب، وأصرا على تكفير جمال عبدالناصر، وفقا لما أورده الباحث السعودى على العميم فى دراسة نشرتها مجلة «المجلة» فى ديسمبر ٢٠١٢ بعنوان «هل ألف المستشار حسن الهضيبى (دعاة لا قضاة)؟

فى ندوة علمية للشباب الإسلامى فى جامعة الملك سعود بعنوان «مذاهب فكرية معاصرة» كان أول سؤال وجهه الجهنى إلى محمد قطب «ما أخطر التيارات الفكرية اليوم على الأمة؟ ومن يغذيها ويدعمها؟».

أجاب قطب بأن جميعها خطير، لكن «العلمانية بوصفها تفصل الدين عن الدولة هى أخطر التيارات ولا شك، ويدخل فيها كل التيارات الفكرية المعادية»، ويؤكد قطب أن جميع هذه «المذاهب الهدامة هى من صنع اليهود لأجل محاربة الإسلام»، وفى الوقت الذى تتنافس فيه أغلب الحركات الإسلامية اليوم على المشاركة فى الانتخابات الحديثة، قرر قطب منذ ذلك الحين أن «الديمقراطية هى صنيعة يهودية»، مؤكدا «والذى لا يصدقنى فى هذا فليذكر أن الديمقراطية هى الرأسمالية، والعنصر المسيطر فى الدول الرأسمالية هم اليهود.. فالديمقراطية هى لعبة جميلة صنعها اليهود ليخدعوا الناس بأنهم هم من يحكمون أنفسهم، لكن فى الواقع الذى يحكمهم فعلا اليهودية العالمية».

يمكن القول عزيزى القارئ بأن فترة الازدهار والنشاط التى عاشها محمد قطب فى السعودية، مقيما المحاضرات والندوات ومتجولا بين دول الخليج لحضور الفعاليات والأنشطة، كانت منذ قدومه للسعودية بعد عام ١٩٧١، وحتى حرب الخليج عام ١٩٩٠، حين وقفت جماعة الإخوان المتأسلمين بمصر موقفا مؤيدا لغزو صدام الكويت، وهاجمت دول الخليج لأنها استعانت بقوات أجنبية لصد العدوان العراقى على أراضيها، فأثر هذا الموقف على أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين فى الخليج، وتسبب فى انحسار نشاطهم، واعتزل محمد قطب فى بيته، لكن بيته بمكة المكرمة، الواقع على شارع صدقى بحى العزيزية، والذى أصبح ملتقى تجتمع فيه قيادات إسلامية وحركية شتى فى كل وقت، نظرا لقربه من الحرم المكى الذى يؤمه المسلمون فى حجهم وعمرتهم.

[email protected]