عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس فى هذا العنوان أية مبالغة، إذ عشنا فى السودان عشر سنوات منذ عام ١٩٦٣ حتى نشأة جامعة المنصورة عام ١٩٧٣ وزارنا فى الخرطوم أستاذنا الكبير عبدالمنعم البدراوى، أول رئيس لجامعة المنصورة ووجه لى دعوة طيبة للانتقال إلى كلية الحقوق الجديدة بجامعة المنصورة وكان ردى له أن المنصورة هى حبى الكبير بعد الاسكندرية إذ إن أمى رحمها الله منصورية عريقة وزوجتى كذلك فكيف لا أرحب بالانتقال إلى المنصورة وجامعتها الجديدة.

وهو ما حدث بالفعل دون أن يقلل ذلك من حبنا العظيم للسودان الذى ما زلنا نتابع أخباره والتعبير عن محبتنا لشعب السودان الشقيق وقلقنا عليه كما ظهر من متابعة أخباره فى صحف الثلاثاء الماضى التى عبرت عنها جريدة المصرى بنشر صور وأخبار المظاهرات الشعبية قائلة خرج آلاف السودانيين فى مظاهرات بالعاصمة وغيرها من المدن للمطالبة بحكم مدنى ديمقراطى ومحاسبة المسئولين عن قتل المتظاهرين السلميين.. وكتب الأستاذ فاروق جويدة مقاله فى جريدة أهرام الأربعاء الماضى بعنوان: «ماذا يحدث فى السودان» قائلاً إنه قد مرت مائة يوم ولا أحد يعرف إلى أين تتجه الأحداث فى السودان، فقد انتفض الشارع السودانى ويبدو أنه لن يهدأ الا اذا حقق هدفه بالوصول إلى حكم مدنى وأن يعود الجيش إلى ثكناته مدافعاً عن الأرض والشعب والاستقرار.. وواجبنا أن نقف مع الشعب السودانى وتابع الأستاذ قائلاً ما زلنا نذكر مقولة النحاس باشا تقطع يدى ولا ينفصل السودان عن مصر.

وًقد عشنا ذلك الزمن الجميل عندما كنا نخرج فى مظاهرات من المدارس والجامعات ونحن نهتف عاشت وحدة مصر والسودان وكان الزعيم مصطفى النحاس، رحمه الله، يرفع دائماً علم وحدة وادى النيل ويشاركه فى ذلك الزعيم السودانى إسماعيل الأزهرى رحمه الله اذ كان محباً جداً لمصر والمصريين عندما كان رئيسًا لمجلس السيادة فى السودان ويطلب من رئيس جامعة القاهرة بالخرطوم أن يعاونه فى حل المشاكل السودانية باستضافة الأساتذة المتخصصين لمشورتهم بالرأى السليم فى المشاكل الهامة، كما حدث عند طرد النواب الشيوعيين من البرلمان فذهبنا إليه وكان يأخذنا بالأحضان محبةً لمصر والمصريين وكان رئيس القضاء المستشار بابكر عوض الله يفعل مثله ويطلب الجلوس مع الأساتذة المصريين المتخصصين للاستماع اليهم وإصدار القرار العلمى السليم فى القضية المعروضة على المحكمة العليا فى السودان.

وهكذا كانت علاقات مصر والسودان علاقات نموذجية فى الألفة والتعاون والمشاركة كما ورد فى مقالنا فى جريدة الوفد فى ١٨ أغسطس ٢٠١٦ تحت عنوان «يا حليلك يا سودان» ومقالنا فى الوفد يوم ٣ أكتوبر ٢٠٢١ تحت عنوان: «دفاعنا عن نهرنا وحقنا الإلهى فى مواجهة السد الإثيوبى الضار بمصر والسودان»، واقترحنا على الرئيس عبدالفتاح السيسى اللجوء لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما استجاب له الرئيس بعدما استنفدت مصر والسودان كل الوسائل السلمية بالمفاوضات مع إثيوبيا لحل مشكلة السد وأثره على مصر والسودان معاً.

وقال الرئيس السيسى صراحة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها السادسة والسبعين لا نزال نتمسك بالتوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة حفاظاً على حياة مائة وخمسين مليون مصرى وسودانى كما ورد فى مقالنا المنشور بجريدة الوفد يوم ٢٦ نوفمبر ٢٠٢١ إذ جمع الرئيس شعبى مصر والسودان كتلة انسانية واحدة فى شمال وادى النيل وجنوبه كما كنا نهتف فى مظاهراتنا الحاشدة بوحدة وادى النيل شماله وجنوبه وهو هتاف ما زال يتردد فى قلوب الأجيال السودانية المصرية عشرات السنين ويعبر عنه عنوان هذا المقال.