عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

الموت هو الحقيقة الوحيدة المطلقة فى الكون, وعدا ذلك كلام تحكمه التجربة, فقديما سمعنا آلاف الحكايات عن وفاء وإخلاص الكلب، وحتى التأريخ الأدبي رسخ فينا هذة الصفة، بحكاية الشاعر علي بن الجهم مع المتوكل العباسي, القصة التي تروى أن الشاعر عندما قدم إلى بغداد لأول مرة، آثر أن يبدأ عهده بمدح خليفتها المتوكل على عادة الشعراء في ذلك الزمن، فأنشد:

أَنتَ كَالكَلبِ في حِفاظِكَ لِلوُدْ    وَكَالتَيسِ في قِراعِ الخُطوبِ

أَنتَ كَالدَلوِ لا عَدِمناكَ      دَلواً مِن كِبارِ الدِلا كَثيرَ الذَنوبِ

أدرك المتوكل حينها حسن مقصده، مع خشونة لفظه لأنه كان بدوياً صحراوياً، ورأى أن ما شبهه به آت من عدم المخالطة وملازمة البادية، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان جميل.

هاجمنى بشراسة وخسة وجبن وخيانة لم أكن أتوقعها, غرس أسنانه فى لحمى, جاءت الإصابة من الخلف, لم أدر إلا بألم شديد أعلى القدم اليمنى, وعندها رأيته يصوب عينيه فى عيني بمنتهى التحدى والصلف والغرور, وهو لا يدرى أنه أحد كلاب الشوارع الضالة, أو ربما يدرى ويريد الثأر من إنسان قابله ليرسل من خلاله رسالة لبنى البشر من عالم الكلاب الضالة الذى وصل تعداده إلى20 مليون كلب- حسب أحدث الإحصاءات- يسرحون ويمرحون فى شوارعنا فى أمان وسلام.

كلمات هذه الرسالة تقول «نستطيع مهاجمتهم بل والقضاء عليكم بلعابنا».

الغريب والعجيب أنى لم أفعل له شيئا, وهنا تسقط نظرية أخرى, أن أى كلب لا يهاجم من يسالمه, ترى ماذا كانت دوافعه؟ بداية تهاونت فى الأمر, ربما لأخفف على نفسى وقع الحادثة, ولكن سرعان ما لجـأت إلى البحث عن المعلومات,  فوجدت أن  داء الكلب أو مرض السعار من الأمراض الخطيرة، التي تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة لعلاجها.

المعلومات الشائعة تؤكد أن سبب هذا الداء هو الكلب فقط، وهو الاعتقاد المحدود الذي يسود بين معظم الأفراد، ولكن ثبت أن القطط أيضاً تنقل هذا المرض والثعالب والذئاب، والحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات التي تأكل الأعشاب والخضار أيضاً مثل الحمار والخيول والأبقار والإبل والأغنام، والخفافيش المصاصة للدماء التي تتنقل بين الحيوانات والأبقار والجاموس وتنقل إليها المرض، كما تنقل هذا المرض أيضاً حيوانات النمس والراكون وابن آوى والوطواط.

والداء من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب الحيوان والإنسان، لأنه يهاجم المخ والجهاز العصبي ويسبب الموت المفاجئ وله بعض الأعراض الدالة عليه.

تكشف الدراسات أن مرض داء الكلب في الأصل مرض حيواني انتقل إلى الإنسان عن طريق نوع معين من الفيروسات، ويصل إلى الإنسان عن طريق التعرض لبعض إفرازات هذه الحيوانات المصابة.

وطبقاً لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، فإنّ مرض داء الكلب منتشر في جميع أنحاء العالم، ماعدا القطب الجنوبي، فهو موجود في أكثر من 150 دولة حول العالم، والكلاب هي السبب الرئيسي في حدوث غالبية حالات الوفاة بسببه، كما أن معظم الوفيات من البشر وتتركز في قارتي إفريقيا وآسيا، وتؤكد المنظمة أن ظهور الأعراض وتطورها السلبي يؤدي إلى وفاة كل المصابين تقريباً، وأحدث الحالات المسجلة لوفيات البشر مؤخراً من هذا المرض تشير إلى دخول قارة أمريكا اللاتينية مع إفريقيا وآسيا.

وتكشف المنظمة العالمية مدى خطورة هذا المرض وعودته للظهور بما يمثل مشكلة صحية دولية يجب التعامل معها بجدية وبسرعة كبيرة، لأنه يهدد حياة البشر ويقود إلى الموت، حيث تسبب العدوى إصابة عشرات الآلاف من الأشخاص على مدار السنة ومعظمهم يموت، وتقدر المنظمة هذه الأعداد التي تتوفى سنوياً بحوالي 58 ألف شخص تقريباً في مختلف دول العالم، ويكون نصيب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من هذه الأعداد حوالي 97%، والنسبة الأكبر من هذه الوفيات بما يعادل 98% يكون السبب فيها عضة كلب.

[email protected]