رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

هذه الفكرة أقدمها للزملاء والأصدقاء الأعزاء رؤوساء تحرير جميع الصحف والمجلات المصرية. أقترح عليهم تخصيص مساحة ولو كل شهر مثلا للكتابة عن الزملاء وهم على قيد الحياة. لا خلاف على روعة ذلك التقليد بتخصيص مساحات للحديث عن الزملاء عند وفاتهم، وفاء جميل وعرفان بالجميل مطلوب جدًا، ولكن ألا يكون من الأروع أن نكتب عنهم وهم لا يزالون بيننا يتمتعون بكامل صحتهم وعافيتهم؟!.من قال إن الموت هو الشرط الوحيد حتى نكتب عن مآثر الناس وأفضالهم علينا وعلى المكان، وماذا يمنعنا أن نقول شكرا لأى إنسان وهو لا يزال يمتلك قلبا ينبض بالحب والعطاء للمكان الذى يعمل فيه،هل لا بد أن يغادرنا للدار الآخرة حتى نكتب عنه أنه كان كذا وكذا وكذا؟!

أقترح أن يختار مجلس تحرير كل إصدار شخصية الشهر ويعلن ذلك للزملاء لكى يعبر كل منهم عن مشاعره تجاه تلك الشخصية، قد يقول قائل إن الكتابة فى هذه اللحظة قد تشوبها شبهة المجاملة، حيث إن المعنى بالكتابة حى يرزق، ولِمَ لا؟! ألا يحتاج الإنسان منا فى كثير من الأحيان إلى كلمة حلوة حتى لو كانت مجاملة، وإلى بعض الاطراء حتى لو كان مبالغا فيه، ثم إن كلمات الرثاء التى تكتب عند الوفاة مليئة ببعض المجاملات التى لا تكون للشخصية نفسها بعد وفاتها بقدر ما تكون لأسرته وأولاده حتى يفتخروا بوالدهم أو والدتهم. وإذا كان الأمر كذلك أليس من الأولى أن يقرأ هؤلاء الأولاد تلك الكلمات فى حق والدهم وهو بينهم ليزدادوا به فخرا ويفرح هو معهم، أم أن الفقد شرط للفخر؟! أتخيل شعور هؤلاء الزملاء الأعزاء الذين فقدناهم مؤخرا لو قرأ أى منهم هذه الكلمات الجياشة بالعواطف تجاههم وهم أحياء، لن أقول طبعا لو قرأوها لما ماتوا لأن الموت نهاية كل حى، مقدر ومكتوب قبل ميلاد الإنسان ولكن على الأقل لشعر ذلك الزميل بأن عمره فى الدار لم يذهب هدرا وأن ما زرعه من حب وعطاء حصد بعض ثماره وهو حى ليذوق طعمه بين أسرته وتلاميذه وحتى جيرانه.

أقترح كذلك ألا يقتصر ذلك التقدير على الزملاء الصحفيين فقط، هناك هذا الجيش الجرار من الزملاء الجنود المجهولين فى مختلف الإدارات ولولاهم لما نجح أى إصدار، أولئك أيضاً من حقهم أن نكتب عنهم ونقول لهم شكرا وهم أحياء جزاء وفاقا لأعمارهم التى قضوا أغلبها بين جدران دارنا الحبيبة، بينما قضوا قليلا من حياتهم بين اسرهم، فالعمل الصحفى وكل ما يرتبط به من أعمال لا يعرف نهاية يوم عمله من بدايتها، وربما تغيب عن اسرتك أياما تقضيها بين جدران المؤسسة ومطابعها لا تعرف الليل من النهار، تخيل شعور الواحد من هؤلاء لو عاد يوما لأسرته بالجريدة أو المجلة وفيها صفحة كاملة تتصدرها صورته وكلمات تقدير من الزملاء عنه. هل مكتوب على أسر هؤلاء ألا يروا صورة ذويهم منشورة فى الإصدار الذى يعمل به إلا فى صفحة الوفيات؟!

كثير من الزملاء ممن انتهت خدمتهم فى المؤسسات الصحفية سواء صحفيين أو موظفين أو عمالا وأحيلوا للمعاش، يشعر الواحد منهم بغصة فى الحلق من الإهمال والتجاهل عقب الخروج للمعاش، وهو الذى كان يوما ما ملء السمع والأبصار فى مجاله، هذه أيضاً إحدى الفئات المستهدفة من الاقتراح والذى أثق إن شاء الله لو تم تنفيذه ستنقله عنا كل الإصدارات ليس فقط فى العالم العربى بل وربما كل العالم.

صدقونى كلمة تقدير واحدة للإنسان يقرأها وهو حى أفضل من مليون كلمة مديح لن يقرأها، يقينى أن جبر خاطر إنسان وهو عايش أزكى عند الله وأبقى من كل عبارات الرثاء بعد الرحيل، هذا ظنى والله أعلم.

[email protected]