رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفحات من تاريخ الوطن (١)


 

على مدى عشرات السنين، ظل فؤاد سراج الدين - أو «الباشا» كما كان يطلق عليه محبوه ومريدوه - رقمًا مهمًا لا يمكن إغفاله فى معادلة الحياة السياسية المصرية، وعلى مدى ما يقرب من 60 عامًا ظل «الباشا» دائمًا أحد رجال المرحلة سواء كان فى جبهة الحكم والأغلبية السياسية، أو فى جبهة المعارضة، وفى كل الأحوال والظروف استطاع دائماً إحداث الفارق فى المعادلة.
فى عشر سنوات فقط وذلك فى الفترة من 1942 إلى 1952 صعد نجمه داخل حزب الوفد ذى الشعبية الجارفة والنفوذ السياسى الكبير، فوصل إلى منصب الرجل الثانى فيه «منصب السكرتير العام» عام 1948، وتمكن ببراعة شديدة من سد الفراغ الذى تركه مكرم باشا عبيد، فدبت الحياة من جديد فى قواعد الحزب، وبمهارة الربان حفظ التوازن بين التيارات المختلفة داخل الحزب الكبير خصوصاً مع بروز تيار الطليعة الوفدية المكون من شباب الوفد الذى كان يثير قلق قادة الوفد الكبار، فأسهم بقدراته السياسية الفذة فى صمود الحزب فى مواجهة الضربات التى كانت توجههاً له حكومات أحزاب الاقليات الموالية للقصر الملكى، كما نجح فى توظيف فكرة «المناورة السياسية» لصالح الحزب والحياة السياسية والنيابية فى مصر، فهو من أقنع النحاس باشا بالموافقة على الدخول فى وزارة حسين سرى الائتلافية عام 1949،على ان تشرف هذه الوازرة على الانتخابات البرلمانية، وبذلك منع القصر من تزوير الانتخابات البرلمانية، وكانت النتيجة فوز الوفد بالاغلبية وتشكيل آخر وزارة وفدية عام 1950م.
لعب «الباشا» سراج الدين دوراً مهمًا فى هذه الوزارة الجديدة، حيث كان صاحب رأى داعم لقرار إلغاء معاهدة 1936، وكذلك قرار استئناف المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال الانجليزى فى منطقة القناة، ولن ينسى التاريخ مساندة فؤاد باشا (وزير الداخلية) لأبطال الشرطة فى الاسماعيلية بأمره الصريح بضرورة التصدى للقوات الانجليزية يوم 25 يناير 1952، ورحل الباشا وأبطال ذلك اليوم، وتركوا لمصر كلها عيدًا للشرطة نحتفل به كل عام.
عقب قيام ثورة يوليو 1952 تغيرت قواعد اللعبة السياسية التى فرضت على السياسى القدير عزلة إجبارية انتهت بعودة الحياة الحزبية مرة أخرى أواخر عهد الرئيس السادات، وكأنما احتار اليأس فى الاستدلال على عنوان للباشا، وانتفض فؤاد سراج الدين مرة أخرى مستثمرًا كل خبراته السياسية فى استعادة الشرعية للوفد مرة أخرى، وعاد الحزب للحياة وكأنه لم يغب، وما زال يؤدى دوره فى الحياة السياسية المصرية مسلحًا بتاريخ ونضالات الأباء المؤسسين من سعد زغلول للنحاس لسراج الدين.

--

عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع