رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

البعض يحضر عقود قران ويسمع المأذون وهو يقول: «على كتاب الله وسنة رسول الله»، جملة تًقال والقليل من يعى معناها ولو علم البعض معناها لما استهان بالزواج ولما زادت حالات الطلاق! فكيف بُنى هذا العقد، والزوجان يجهلان ما فى كتاب الله وما فى سنة رسوله من توجيهات للزوجين؟ فحينما يطيع الزوجان الله فى أمور زواجهما، أى يطبقون تعليمات الله يحققون السعادة الزوجية، قال سبحانه وتعالى: «خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إليها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً»، فبحثت كثيرًا عن المقصود بالسكن؟ وعَلمت أنه الراحة، الطمأنينة، السعادة، سكن إليه أى ارتاح إليه، والزوجان فى الحقيقة العلمية متكاملان وليسا متشابهين، الصفات إما متوافقة أو متكاملة بين الزوجين، الشيء المختلف متكامل وهذا أدعى إلى الانسجام والسكنى، فالحب شعور جميل ولكن التعبير عنه يكون بالمودة وتظهر فى صورة سلوك كالثقة، الاحترام، الامان، الاحتواء، الصدق، فكل مودة فيها حب، لكن ما كل حب فيه مودة، إذا المودة أبلغ.

فنلاحظ البعض يتحدث عن الزواج على أنه أمر سيئ وشر لابد منه، ويتداول الجميع عبارات كلها تصف الزوج والزوجة بأسوأ العبارات، ولكن ليس هناك أمر شرعه الله الا وفيه الخير والسعادة، كما أن البعض أيضاً يصف الحب بأوصاف بغيضة، حتى وصل الأمر عند مشاهدتنا لأى اثنين يحبان بعضهما البعض أنه أمر عجيب ونسينا أن الأساس هو الحب والعكس هو ما يثير العجب! ونسينا أيضاً أن أحد أسباب السعادة الزوجية التعبير عن الحب، لذا يعيش البعض فى تعاسة بسبب عدم إظهار محبتهما لبعض، كما قال سبحانه وتعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» والمعاشرة بالمعروف تُعنى أن يمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل إن يحتمل الأذى منها، 99% من حل اى مشكلة فى الحياة معرفة ما السبب الأساسى للمشكلة، فسبب فشل العديد من الزيجات هو الاختيار الخاطئ لشريك الحياة! فالكثير يتعاملون مع الزواج على أنه شر لابد منه اى اختيار بدون تريث فينتهى الأمر به إلى عدم السعادة، كمن يعمل فى وظيفة كانت حلم عمره وسعى إلى أن حصل عليها وليست وظيفة تجلب له المال فقط! كمن يتزوج من أجل الإنجاب فقط! فلو قارنا ما بين اثنين أحدهما يعمل فى وظيفة يحبها تجده يذهب للعمل وهو سعيد تجده يبتكر دائمًا ويجدد من نفسه، بعكس من يعمل فى وظيفة من أجل المال فقط فتجده طيلة الوقت نائما وكارها العمل ومن يعمل معه، وسؤاله طيلة الشهر متى ميعاد نزول الراتب؟!

فنحن حينما نجهل ما شرعه الله ينبغى أن نستعد للبلاء، وقد يكون البلاء بانهيار الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، إذا انهارت انهار المجتمع، وانهيار المجتمع يعنى انهيار الدولة، فرئيس أقوى دولة فى العالم قال: «هناك خمسة أخطار تهدد أمريكا، وإن أكبر خطر هو تفكك الأسرة»! فإحدى الإحصائيات فى أمريكا تقول: إن 90% من حالات الزواج من غير عقد، ولا اتفاق، ولا ورق، ولا تسجيل، إنما هى مساكنة تستغل كزوجة، وقد يركلها متى شاء!، لذلك الانهيار فى المجتمعات الغربية ليس له حدود! فالعالم الغربى لا يسعى الآن أن ينتصر علينا عسكرياً كما نعتقد، وليست الحرب اليوم بالأسلحة فقط ولكن ثقافياً وفكريًا اى تفجير حياتنا من الداخل! فظهرت بجانب الإرهاب التقليدى المُتعارف عليه أنواع أخرى كالإرهاب الفكرى والنفسى، بمعنى أن يهدم قواعد الأسرة المبنية على الشرع، فنشاهد اليوم الكثير من الشباب يرغب فى تقليد الغرب بأن يتعامل مع الزواج على أنه تجربة ومن السهل تغيير الزوج أو الزوجة! وبالفعل تزداد حالات الطلاق يومًا تلو الآخر بسبب بعدنا عن الدين والاختيار الخاطئ ثم نُعيب على شرع الله بأنه أمر سيئ! فالله سبحانه وتعالى وصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ! فيجب الا نستهين بمسألة الطلاق، يجب أن يُبنى على اسس وقواعد صحيحة فما بُنى على باطل فهو باطل والعكس صحيح!

[email protected]

--

عضو مجلس النواب