رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

جمال السيرة الذاتية للكاتبة سمر حسين على والتى حملت عنوان «رحيل» أنها صدى لمشاعر الكثير منا، والأكثر من ذلك أن ما تم البوح به أو ما احتجب خلف أستار النفس – كل هذا يجرى ويعبث بأعماق قلوبنا ويلتصق وجوديا بجدران شرايين الحياة بدواخلنا.

سمر حسين أو - جينى - كما تهوى أن يناديها الأقرب ممن يعرفونها - لم تكتب مذكراتها بقدر ما سبحت بدواخلنا ونحتت رسما إنسانيا بديعا للإنسان عندما يسافر داخل الزمن، باحثا عن ذاته التى غالبا لا تكتمل ملامحها إلا مع الآخر.. رحيل ليست سيرة ذاتية لجينى أو سمر حسين التى أكملت دراساتها العليا فى لندن فى الجغرافيا والتاريخ والحضارات المقارنة، ولكنها استكمال لعمل باحثة تلاشت أمامها الخطوط بين جغرافيا الطبيعة والتى هى تاريخ فى حالة سيولة، وتاريخ العاطفة الإنسانية، والتى هى جغرافيا فى حالة ثبات.

جينى ركبت سفنها البحثية واخترقت محيطات أنفسنا مكتشفة قارات مجهولة للفرح والألم والرغبة والملل والضياع والتيه. أعظم القارات التى اكتشفتها جينى فى سيرتها الذاتية قارة «الدهشة» التى بدونها تتلاشى كل خطوط الطول والعرض وتفقد الخريطة ابعادها وتتحول لورقة بيضاء ميتة.. قارة الدهشة التى اكتشفتها جينى مع شخصيات مثل ناجى ورام ومع نفسها هى جوهر حكاية رحيل التى رقصت على شطآن الوجود كلما استهواها أن ترقص للحياة على أنغام البهجة أو نايات الألم والعدم.

السيرة الذاتية - رحيل - للكاتبة سمر حسين على جينى من أجمل الغوايات التى تمنيت أن تجرفنى وتستنزف كل ضعفى أمام أنوثة امرأة تغلى فى مراجل الرجال فتكويهم وتذيبهم وتطهرهم حتى فى وهج لحظات العناق.. سافرت مع صفحات « رحيل « متنقلا بين الحروف والسطور كطفل يلهو بين أشياء وجوده الخاص.. تتبعت رحيل أينما سافرت وحلت وكأنى مكلف بمهمة سرية من قبل جهاز مخابراتى لأعرف كل هنة وهمسة لها.

لم أخلص للجهاز السرى وانفلت عيارى ليستقر فى صدر الفضول الجارف الذى منحنى جواز سفر بلا جنسية ولا بلد ولا تاريخ.. فأجمل ما فى رحيل أنها صنيعة اللحظة، وكأنها مثلى من الذين يرون أن العقل باستقامته يفسد اللحظات الجميلة التى نسرقها من وراء خفراء الفضيلة.

وبرغم أن رحيل هو العمل الأول للكاتبة سمر حسين على - جينى - إلا أنه يفتح بوابات الانتظار على مصراعيها أن تمنحنا قريبا عملا إبداعيا جديدا وجريئا وبذات الحس الإنسانى البديع الذى حملته سيرة «رحيل». وسيظل أجمل ما فى هذه السيرة الروائية الذاتية أنها مثل حملات الرحالة الأوائل الذين اكتشفوا قارات غيرت مجرى التاريخ.. كذلك رواية رحيل الذاتية قد نجحت مؤلفتها فى اكتشاف قارات كانت مخبوءة داخل محيطات النفس وبين دروبها المعقدة.. شكرا لكِ سيدتى على عطر سيرتك الذاتية الهامسة والعاصفة - رحيل -.