عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع محمد قطب والذى ولد فى شهر إبريل عام ١٩١٩، وأحد اقطاب العائلة صاحبة الأثر البالغ فى تاريخ الحركة الإسلامية، بشقيه الفكرى والحركى، بين الرجال والنساء على حد سواء، فأخوه الأكبر سيد كان الرجل الثانى فى الجماعة بعد حسن البنا، تأثيرا وحضورا، والذى أُعدم عام ١٩٦٦، أما أختاه أمينة وحميدة فكانتا من أبرز الأخوات المسلمات الفاعلات فى الجماعة، وجميعهن تعرضن للاعتقال، تزوجت أمينة من القيادى الإخوانى كمال السنانيرى الذى توفى داخل معتقله عام ١٩٨١، أما حميدة فكانت تلقب فى الأدبيات الإخوانية، بعذراء السجن الحربى، ووجهت لها اتهامات بنقل معلومات من سيد قطب داخل السجن إلى زينب الغزالى.

فى هذا الوسط نشأ محمد قطب، وكانت دراسته فى القاهرة بجميع مراحلها، حيث درس فيها المرحلة الابتدائية والثانوية، وتخرج فى جامعة القاهرة التى أخذ منها الإجازة فى اللغة الإنجليزية وآدابها عام ١٩٤٩، بعد تخرجه فى الجامعة، بدأ اهتمامه بالتعليم والتربية يظهر، فاتجه نحو معهد التربية العالى للمعلمين بالقاهرة، وحصل منه على شهادة دبلوم فى التربية وعلم النفس عام ١٩٤١، وعمل بعد ذلك أربع سنوات فى التدريس، ثم فى دار الكتب المصرية، وبعدها أصبح مترجما فى وزارة المعارف المصرية، ثم انتقل إلى الإدارة العامة للثقافة فى وزارة التعليم العالى بمصر.

اعتقل محمد قطب، هو وأخوه سيد، للمرة الأولى بعد حادثة المنشية عام ١٩٥٤، خرج محمد بعد مدة قصيرة، فى حين حكم على أخيه بالسجن ١٥ سنة فى تلك الفترة، لكن محمد سرعان ما عاد إلى السجن مرة أخرى فى يوليو ١٩٦٥، وبقى ست سنوات فلم يفرج عنه إلا فى مطلع عهد السادات، فى أكتوبر عام ١٩٧١، وبعد خروجه من السجن، لجأ محمد قطب إلى السعودية مطلع السبعينيات الميلادية باحثا عن الأمان، وفى مكة العاصمة المقدسة، أمضى بقية حياته (قرابة نصف قرن) ناقلا معه تجربته الحركية والفكرية إلى أبناء الصحوة السعودية، فأثر فيهم بشكل كبير، وبالأخص فى أبناء التيار السرورى، والتى تنزع فى مرجعيتها إلى المدرسة القطبية أكثر من البنائية، حيث يحظى سيد بحضور طاغ مؤثر فى كتابات وأفكار التيار.

على خلاف شخصية أخيه الأكبر سيد، كان محمد قطب (توفى فى الرابع من إبريل ٢٠١٤ بمكة المكرمة) منضويا تحت لواء أخيه، كان امتدادا وظلا وفيا له فى العمل الحركى والإنتاج الفكرى، أعاد إنتاج مفاهيم أخيه، وكررها وجسدها وقربها كمنهج تربوى مفصل شكل تأثيرا كبيرا على فكر التيارات الإسلامية وبالأخص المتفرعة من إطار جماعة الإخوان الإرهابية، حيث حظيت أفكاره بحضور بارز ومفصل فى أفكار التيار الإسلامى الحركى فى السعودية، تماما كما كان لأخيه سيد ذلك الحضور، ولقد روت زينب الغزالى فى كتابها «أيام من حياتى» والذى تحدثت فيه عن نشاط أعضاء الجماعة الفاعلين خارج السجون فى فترة الستينيات، حين كانت تصلهم التوجيهات مباشرة من سيد قطب، وتقول «رأينا خلال فترة الإعداد التربوى أن يكون هناك مستشار يشرح ويوضح لنا توجيهات سيد قطب وتعليماته»، ولذلك قررنا ورأينا أن يكون الأستاذ محمد قطب هو مرجعنا، وبإذن من المرشد الهضيبى كان الأستاذ محمد يأتى بشكل دورى إلى بيتى فى مصر الجديدة، ليوضح للشباب ما غمض عليهم فهمه، وكان الشباب يستوضحونه ويسألونه أسئلة كثيرة يجيب عنها، وقد وضع لهم الأستاذ سيد قطب منهجا دراسيا وتربويا للسير عليه مع الإخوة، ومن أهم الكتب والمراجع التى احتواها هذا المنهج (منهج التربية الإسلامية)، (جاهلية القرن العشرين)، (هل نحن مسلمون؟)، (معركة التقليد) لمحمد قطب، إضافة إلى كتب من تأليفه، وأخرى لأبى الأعلى المودودى وآخرين، وللحديث بقية.