رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقبل فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس ماكى سال، رئيس جمهورية السنغال، وناقش فضيلة الإمام الأكبر والرئيس السنغالى موضوعات عديدة، كان أبرزها إنشاء مجلس استشارى أفريقى، يضم الحكماء والشخصيات الفاعلة فى المجتمعات الأفريقية، لفض النزاعات بين الأشقاء داخل القارة، إلى جانب خطر التنظيمات المتطرفة المنتشرة فى منطقة الغرب الأفريقي.

الحديث عن دور الأزهر فى القارة الأفريقية باعتباره أبرز أدوات القوة الناعمة المصرية فى أفريقيا ـ بل وأقدمها ـ ليس بجديد. ما الجديد إذًا فى هذا السياق؟

الجديد هنا التهديدات المتزايدة للأمن القومى المصرى القادمة من قلب القارة السمراء وتحديداً منطقة غرب أفريقيا؛ لذلك انطوت زيارة الرئيس السنغالى لمصر على أهمية كبيرة من جوانب عدة؛ فالسنغال هى الرئيس القادم للاتحاد الأفريقى، ما يعنى ضرورة التنسيق والتواصل المسبق خاصة بما يتعلق بملف سد النهضة، كما أن السنغال دولة محورية مع نيجيريا فى إقليم غرب أفريقيا.

على جانب اخر، إقليم غرب أفريقيا هو المرشح الأبرز فى انتشار الإرهاب واحتضان خلايا وقواعد جديدة للتنظيمات الإرهابية، خاصة بعد فشل تنظيم داعش فى الشرق الأوسط، حيث يشهد الإقليم نفوذاً وانتشاراً متزايداً لتنظيم داعش الإرهابى وذلك على الرغم من مقتل زعمائه، والذى يجعل من دول غرب أفريقيا نقطة ارتكاز لإطلاق عملياته تجاه القارة بأكملها، حيث بدأت التنظيمات المتطرفة تُعزز من وجودها فى القارة الأفريقية، مستغلة انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من شرق أفريقيا، حيث كانت تتواجد بقوة يبلغ تعدادها 700 جندى فى العاصمة الصومالية مقديشو، على النحو الذى أخل بمعادلة مواجهة الإرهاب فى القارة بأكملها.

نتيجة لذلك؛ فالتوقعات متزايدة بأن يكون عام  2022 من «أسوأ» الأعوام على القارة الأفريقية، فى ظل استمرار تمدد تنظيم داعش الإرهابى ومحاولته فرض سيطرته على وسط وغرب الأفريقية، فضلا عن انتشار خلايا جديدة للإرهاب، هذه المخاوف والتهديدات تتزايد وتتسارع وتيرتها أيضاً فى ظل ارتفاع وتيرة التنافس الدولى فى القارة خاصة، مع التراجع الأمريكى فى مواجهة كل من الصين، إيران، روسيا، وتركيا.

وهو ما أكدت عليه التقارير الخاصة بالاتحاد الأفريقى التى أفادت بأن 36 % من العمليات الإرهابية خلال سنة 2021 كانت بتلك المنطقة، كما أن التنافس على الموارد والمعادن فى تلك المنطقةـ الذهب على وجه الخصوص ـ يثير شهية أمراء الحرب، وقد حذرت دراسة أمنية حديثة من تعرض السنغال لعمليات إرهابية مع تمدد الجماعات المتطرفة من جاراتها فى غرب أفريقيا إلى مناطق تعدين الذهب فى جنوب وشرق البلاد. وأوضحت الدراسة التى أصدرها معهد الدراسات الأمنية «آى إس إس أفريقيا» فى ديسمبر، أن أشهر التنظيمات التى تسعى للانتشار والهيمنة فى السنغال تنظيم «ولاية غرب أفريقيا» التابع لتنظيم داعش، لما يشكله تعدين الذهب والتجارة غير المشروعة المنتشرة هناك من إغراءات لهذه الجماعات الباحثة دائمًا عن مصادر تمويل ثرية.

لذلك، وعبر المعطيات السابقة؛ تكون الحاجة ماسة لدور أكثر فاعلية للأزهر الشريف فى مواجهة هذا الخطر المتزايد، من خلال دعم الآليات المستحدثة للأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة، عبر إسهامات مرصد الأزهر فى تحليل أفكار الجماعات الإرهابية والرد عليها ب 13 لغة، والمقررات الدراسية فى مختلف المراحل الدراسية بالأزهر والتى تستهدف تفكيك فكر الجماعات المتطرفة، وكذلك زيادة عدد المعاهد الأزهرية على مستوى القارة، إذ يتواجد للأزهر نحو 16 معهداً أزهرياً تنتشر فى كل من: الصومال وتنزانيا وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والنيجر وأوغندا، إلى جانب الاستمرار فى تدريب الأئمة الأفارقة على مواجهة الفكر المتطرف والانحرافات المنتشرة محليا وإقليميًا، وذلك فى ظل المخاطر المتزايدة للتمدد الداعشى من جانب، ومواجهة التغلغل الإيرانى الشيعى الناعم عبر ولاية الفقيه من جانب آخر، وذلك فى استغلال كبير لانتشار الدين الإسلامى على نطاق واسع فى غرب أفريقيا، وتحديداً فى كل من السنغال ونيجيريا. وتتصدر نيجيريا دول غرب أفريقيا من حيث أعداد الشيعة، كما أن السنغال وساحل العاج قد شهدتا تأسيس مراكز أكثر نشاطاً لنشر المذهب الشيعي.