عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التنمر متواجد منذ القدم وليس بشيء حديث، ونهى عنه الله سبحانه وتعالى فى مُحكم كتابه:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ»، ففى تلك الآية نهى الله عن سخرية البعض من البعض الآخر سواء أكانوا مجموعة ام أفرادا، وهو ما يُطلق عليه فى المصطلح الحديث الذى ابتدعه الغرب بالتنمر!

فقد أوضح ابن كثير فى معنى الآية الكريمة أن بها نهيا صريحا من الله سبحانه وتعالى عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض أو فقر أو أى صفة مختلفة أو غير مألوفة. فربما يكون الشخص الذى تمت السخرية منه له قدرٌ عند الله أعظم من الساخر، بل وربما يكون أحب لله من الشخص الذى قد تنمّر عليه، أما فى قول {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} فقد أوضح ابن كثير أن معناها عدم الإيماءات التى توحى للآخرين بالاستهزاء بهم، سواءً كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام، وقال أيضًا أن اللمّاز الهمّاز ملعون عند الله ومذموم، أما قول الله تعالى {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أى لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤوا منها عندما يستمعون إليها.

فتعريف التنمر هو شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة التى تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد إلى فرد أو مجموعة من الأفراد حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين، والتنمر يكون عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظى أو البدنى أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتّبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص.

وللتنمر أنواع عديدة منها لفظى ومنها جسدى ومنها إلكترونى، والبعض يتحدث عن تنمر الأطفال ! ولكن لا يعلم الكثير أن التنمر أصاب الجميع الأطفال والكبار، النساء والرجال، فالتنمر يلاحق الإنسان أينما كان بداية من المنزل مرورًا بالشارع وصولًا لمكان العمل ناهيك عن التنمر الإلكتروني! فنحن نعيش فى تنمر دائم وهو مرادف للإرهاب الإلكترونى او من وجهة نظرى الشخصية هو نوع من أنواع الإرهاب الإلكترونى والنفسى الذى أصاب المجتمع ككل!

فإذا كان الطفل يعانى من التنمر فى المدارس من زملائه او من المعلمين فهو يعانى أيضًا منه من العائلة والأهل! أيضًا من منّا لا يعانى من التنمر من رؤسائه وزملائه فى العمل؟! من منّا لا يعانى من التنمر الإلكترونى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟! فنظرة المجتمع للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة تنمر! نظرة المجتمع لمن تأخر أو تأخرت فى الزواج تنمر! نظرة المجتمع لمن لا تستطيع الانجاب تنمر ! الضغوط التى تتعرض لها المرأة يوميًا من المجتمع تنمر!

 فالتنمر ليس بظاهرة حديثة بل ظاهرة متواجدة منذ نشأة الإنسان على وجه الارض؟! فالعنصرية التى يمارسها البعض للبعض الآخر تنمر! فإصدار قانون جديد للتصدى لظاهرة التنمر ليس بالحل المُجدى ! فنحن نريد الحل الجذرى لظاهرة التنمر أى القضاء على بذرة التنمر قبل أن تنمو! والوقاية منه، فلو تمعنا فى تلك الظاهرة نجد أن أساس نشأتها وانتشارها يتمثل فى البعد عن تطبيق منهج الله فى حياتنا، وعدم اتباع أحكامه، فالقرآن دستور كامل وشامل للحياة ينظم حياة الفرد والمجتمع ويهتم بجوانب الفرد الشخصية والاجتماعية والنفسية والعقلية والاخلاقية والروحية والإيمانية كافة، فالتنمر آتى أولًا من الأسرة من خلال تعامل الأب والأم مع آبنائهم ثم بدأ يتغلغل الا أن أصبحنا نمارس التنمر مع بعضنا البعض بدون أن نشعر!

وما يحدث اليوم من تنمر البعض للاخر، شيء يدعو للأسف ويكتب للإنسانية الموت للمرة الألف! ويدعونى للقول :» أن حياتك الخاصة لا تصبح خاصة إذا شاركت تفاصيلها مع الآخرين»!.

--

عضو مجلس النواب