عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

العنوان أعلاه من مأثورات الإمام الشافعى، «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ وإذا قصدتَ لحـاجــةٍ فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِكْ» هذا مسلك الحكومة المصرية فى مواجهة الجائحة الفيروسية (كورونا).. ونذهب إلى التفاصيل..

أرقام الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، (القائم بأعمال وزير الصحة والسكان) التى تبين الاحتياطيات المصرية من اللقاحات الضرورية لمقاومة فيروس كورونا تدعو للاطمئنان، متوالية تدفقات اللقاحات أقرب إلى جسر جوى مصرى يذهب بعيداً ليوفر اللقاحات من مصادرها المعتمدة عالمياً.

الموقف الحالى حسب بيان الوزير أمام الحكومة (الأربعاء الماضى)، تطرق إلى حجم التعاقدات وتوريدها، ومعدلات استهلاك اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، جميعها تشى بنجاح الحملة المصرية للتطعيم ضد الفيروس الخبيث، واستمراريتها على نفس الوتيرة التى لا تهدأ، وفق إرادة سياسية نافذة، وتوجيهات رئاسية لا تألو جهداً، ولا تمويلاً، فى هذا الملف الخطير الذى يهدد الصحة العامة.

رقمياً، والأرقام لاتكذب، إجمالى كميات اللقاحات التى تم توريدها حتى الآن وصل إلى (١٣٢ مليوناً و١٠٥ آلاف و١٨٠ جرعة) من مختلف اللقاحات سواء تامة الصنع، أو مواد خام تصنيع محلى، وفى الطريق ملايين أخرى بعد أن نجحت الحكومة المصرية فى إبرام تعاقدات مليونية بمليارات الدولارات اتقاء لشرور الجائحة (وأثناء كتابة هذه السطور تصل الشحنات تباعاً).

حقيقة لا تقبل الشك، من أول يوم، لم تستنم الحكومة إلى فيض مساعدات دول صديقة أو هبات الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، بل سارعت إلى التعاقد على كميات مليونية بالأسعار العالمية، الحكومة تمثلت القول المأثور فى مفتتح السطور «ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك».

لافت فى بيان الوزير أمام مجلس الوزراء، أن إجمالى من تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ (٣٦ مليوناً و٦٧٨ ألفاً و١٣٢ مواطناً)، فيما بلغ إجمالى من تلقوا الجرعة الثانية (٢٤ مليوناً و١٩٤ ألفاً و٦٩٢ مواطناً)، فضلاً عن (٤٨٩ ألفاً و٧٥٢ مواطناً) تلقوا جرعة ثالثة معززة ومنشطة، بإجمالى الجرعات المستهلكة التى تم التطعيم بها حتى الآن (٦١ مليوناً و٣٦٢ ألفاً و٥٧٦ جرعة).. وهو رقم يفوق الخيال المحدود للمرجفين فى المدينة!

ما يدعو للاطمئنان أن هناك نحو (٧٠ مليوناً و٧٤٢ ألفاً و٦٠٤ جرعات) متاحة، تنتظر الراغبين فى تلقى اللقاح، وهو رقم يبرهن على الأهلية والكفاية التى باتت عليها المنظومة الصحية الوطنية التى تواجه أخطر فيروس يضرب البشرية بقسوة، لكنها صامدة بفعل الاحتياطيات المقررة سلفاً.

الثابت أننا فى الطريق لما يسمى «مناعة القطيع» والاحتياطيات متوافرة، وبكثافة، بقى مزيد من حفز المتلكئين، والمتأخرين، والرافضين، للإقبال على تعاطى اللقاح، مخطط تطعيم (٥٠ مليون مصرى أو يزيد) بجرعتين، وحبذا لو بجرعة ثالثة معززة.. وهذا من قبيل الحفاظ على الحياة فى مصر دونما اضطرار لإغلاق يكلفنا الكثير مما لانحتمله اقتصادياً، الإغلاق الأول كان مكلفاً!

لو وصلنا إلى هذا الرقم فى هذا الشتاء سيكون خيراً، ويمكن تحقيقه مع تكثيف الحملات الإعلامية المؤثرة وإتاحة مراكز اللقاح ما أمكن، وهذا فى الإمكان فى ظل الإتاحات الحالية مع حوكمتها طبياً، حتى لا تفقد السيطرة على جحافل المتطوعين، ما يمثل عبئاً مضاعفاً على طاقة منظومة التسجيل الطبى.

الثابت أن فيروس كورونا مكمل معانا لسنوات مقبلة، وهذا ما يقول به خبراء الفيروسات عالمياً، وتيقنه منظمة الصحة العالمية، وهذا يتطلب تحديث الاستراتيجية الحالية لمواجهة الفيروس المتحور، كونه فيروساً مستداماً ولا علاج معتمد له حتى الآن.

من حسن التخطيط الاستراتيجى، أبرمت الحكومة اتفاقية تعاون بين الشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية «فاكسيرا» وشركة «سينوفاك بيوتيك»، لإنشاء مجمع تبريد لوجيستى مميكن بالكامل داخل مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة ٦ أكتوبر لحفظ اللقاحات والطعوم والمواد الخام، وذلك على مساحة نحو ٣٢٠٩ أمتار، وبطاقة استيعابية تصل إلى ١٥٠ مليون جرعة، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال ٦ أشهر من تاريخ توقيع الاتفاقية، وهذا يشكل المخزن الرئيس للقاحات المستوردة والمعلبة محلياً، ما يطمئن على المخزون الاستراتيجى فى مواجهة كورونا.. وقانا الله وإياكم.