عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

 

كانت الأحداث فى عهد الدكتور كمال الجنزورى - رحمة الله عليه - متلاحقة.. كل يوم نعيش حدثاً جديداً.. وقرارات جديدة.. واجتماعات مكثفة.. ونتائج سريعة.

لذلك هناك أحداث كثيرة لا تعد ولا تحصى ما زالت عالقة بالأذهان، ومن الصعب نسيانها.. ولم تكن واقعة استدعاء الدكتور رمزى الشاعر من جنيف، وعدم خروجه من المطار وعودته على نفس الطائرة عقاباً له على عدم تواجده فى زيارة رئيس الوزراء والوزراء لجامعته، لم تكن - فريدة من نوعها- ولكن أعقبها وقائع عديدة تؤكد أن الرجل لم يكن شخصية عادية وكان يستحق التكريم منذ زمن طويل.

أذكر أن الدكتور الجنزورى وضع نظاماً صارماً لسفر الوزراء والمسئولين وكبار رجال الدولة، ترشيداً للإنفاق ووقفاً للبذخ وسفريات الفسح التى كانت وقتها على البحرى.. وكان من ضمن التعليمات الحصول على موافقة رئيس الوزراء قبل السفر وتحديد أسباب السفر والعائد الذى يتحقق.. كل ذلك يتم توضيحه قبل السفر باستثناء سفريات وزير الخارجية، لأن لها طابعاً خاصاً من حيث السرعة وطبيعة العمل.. كانت التعليمات تقضى بأن يسافر وزير الخارجية والوفد المرافق له على أن يتم العرض على رئيس الوزراء والحصول على الموافقة وصدور القرار بعد السفر.

وطبقاً للتعليمات، سافر عمرو موسى، وزير الخارجية فى ذلك الوقت، على رأس وفد إلى الخارج، في إحدي سفرياته.. وبعد السفر بساعات تم العرض على رئيس الوزراء لاعتماد القرار، وفوجئ الدكتور الجنزورى باسم هشام الشريف مدير مركز معلومات مجلس الوزراء فى ذلك الوقت، ضمن الوفد المرافق لوزير الخارجية.. قام الدكتور الجنزورى بشطب اسم هشام الشريف من قرار السفر ولم يفعل هنا كما فعل مع رمزى الشاعر، من حيث استدعائه على الفور.. لكنه أمر بعزله من منصبه.. وأذكر يومها أن القرار تسبب فى ارتباك شديد داخل مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء.

وكنت وقتها محرراً لشئون مجلس الوزراء ووزارة قطاع الأعمال معاً، وكان الدكتور عاطف عبيد- رحمة الله عليه- وزيراً لقطاع الأعمال، ويتبعه مركز معلومات مجلس الوزراء.. وكنت في مجلس الوزراء في ذلك اليوم، حيث توجه الدكتور الجنزورى لسيارته وهو مكفهر، وتم استدعاؤه لتليفون عاجل قبل ركوبه السيارة، وكانت المتصلة حرم رئيس الجمهورية، وكانت تطلب منه أن يعفو عن هشام الشريف.

وتوجهت إلى وزارة قطاع الأعمال، ففوجئت بوجود شخص طويل القامة غير مبتسم ولا تستريح له من أول مرة.. وجدته منتظراً فى صالون وزير قطاع الأعمال، وعندما دخلت للوزير وأخبرته بقرار الدكتور الجنزورى بعزل هشام الشريف، فرد علىّ قائلاً: طلب منى مديراً جديداً لمركز المعلومات.. وهنا توقعت أن يكون الشخص الذى بالخارج هو المرشح لخلافة هشام الشريف، وقلت ذلك للدكتور عاطف عبيد، فقال لى: نعم، الموجود بالخارج هو الدكتور أحمد نظيف واحد من 4 قيادات موجودة فى مركز المعلومات وسيتولى رئاسة المركز خلفاً لهشام الشريف.

وبعد تكليف أحمد نظيف تدخلت مؤسسة الرئاسة لتطلب من الدكتور الجنزورى أن يعفو عن هشام الشريف ولا يصدر قراراً بعزله وتعيين نظيف بدلاً منه.. وكان الأمر فى صيغة طلب ورجاء وليس أمراً.. وهنا تراجع الدكتور الجنزورى احتراماً لطلب مؤسسة الرئاسة.. وعاد هشام الشريف.. ولكن بقيت هذه الواقعة نقطة نظام لجميع المسئولين فى الدولة.