عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

يوم مات صلاح عبدالصبور فى ١٣ أغسطس ١٩٨٠ كان جابر عصفور فى السادسة والثلاثين من عمره. وكتب مرثية طويلة عن الشاعر الذى وصفه بأعظم شاعر بعد أحمد شوقى. وقد نشرت وزارة الثقافة المرثية فى كتاب وصفه الدكتور لويس عوض بالكتاب الحزين صائد الأزمات. وكتب عن هذه المرثية أنها من المراثى التى تقف صامدة أمام المراثى الكبرى. كان جابر عصفور فى هذه السنوات بقدر ما كان جياش العاطفة بقدر ما كان عقلانيًّا مقاتلًا ضد الرجعية وأصحاب الفكر التكفيرى وقد عانت منهم مصر والاقطار العربية طوال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى ولا تزال آثارهم وسمومهم تحاول حتى اليوم.

وكتب كمًّا من الكتب المقاومة مثل التنوير يواجه الاظلام ومحنة التنوير ووداعا عن التنوير وأنوار العقل. حتى أبحاثه الأدبية كانت موجهة ضد قوى الظلام.. مثل بحثه الخالد الذى نشره فى مجلة فصول نوفمبر ١٩٩٥ بعنوان أبوحيان التوحيدى بعد ألف عام وكأنه يعقد مقارنة بين حالنا اليوم وبين أيام التوحيدى منذ ألف عام.

تربى جابر عصفور فى أحضان الحقبة الناصرية. تخرج من قسم اللغة العربية فى يونيو ١٩٦٥ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ورفض المسئولون بالجامعة تعيينه معيدًا بالجامعة برغم حماس ودعم الدكتورة سهير القلماوى عميدة الآداب.. وقتها.. وأرسل رسالة إلى الزعيم جمال عبدالناصر رغم انه كان يستبعد اهتمام الرئيس به ولكنه فوجيء بعد عشرة أيام بخطاب من رئاسة الجمهورية تدعوه لمقابلة عبدالناصر.

وفى الميعاد المحدد قابله الزعيم وأنصفه وصار معيدًا فى ١٩ مارس ١٩٦٦.. وتوالت مناصبه وأبحاثه وكتبه التى وصلت إلى ما يقرب ثلاثين كتابًا ما بين التأليف والترجمة والتراجم.. جابر عصفور امتداد طبيعى للدكتور طه حسين ومحمد مندور ولويس عوض.ما تركه من تراث ثقافى وفكرى سيبقى صامدًا متحديًا قوى التخلف والجمود.