عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معركتنا مع الإرهاب والتطرف الفكرى لم تنته بعد، حيث صار استخدام الجماعات المتطرفة إحدى أهم أدوات حروب الجيل الرابع، ولا سيما المسلحة منها التى تتخذ من استحلال الدماء والأموال منهجاً أيديولوجياً وواقعياً تتقوت منه أو عليه.

وفى سبيل تحقيق اهدافها واهداف من يدعمها ويمولها عمدت الجماعات المتطرفة الى المغالطة ولى أعناق النصوص تارة، واجتزائها من سياقها تارة، تحريف الكلم عن مواضعه تارة أخري.

وقد لعبت جماعات التطرف الدينى على عواطف الشباب من خلال مصطلحات زائفة، ظاهرها فيه شحذ الهمم وباطنها من قبله الفساد والإفساد والضلال والبهتان، ومن الألفاظ التى حملها المتطرفون ما لا تحتمل «الجاهلية» و«الصحوة».

أما لفظ الجاهلية فقد حاولت الجماعات المتطرفة إطلاقه على بعض مجتمعاتنا المؤمنة المعاصرة ظلماً وزوراً، وهو أمر مردود عليه شكلاً  ومضموناً، أما من حيث الشكل أو من حيث اللغة، فالجاهلية التى اطلقت على الفترة التى سبقت ظهور الإسلام ليست من الجهل ضد العلم، ولم يقل أحد  إنها من الجهل نقيض الإيمان أو الإسلام، إنما هى من الجهل نقيض الحلم.

وأما من حيث المضمون، فمن يقول ـ مثلاً ـ عن مصر الأزهر، مصر المساجد والمآذن، مصر القرآن، مصر العلم والعلماء، مصر التى يدرس بأزهرها الشريف نحو مليونى طالب وطالبة، ويستضيف عشرات الآلاف من الطلاب الوافدين  من مختلف دول العالم لدراسة صحيح الدين، بلد يطوف علماؤه وأئمته مختلف دول العالم لنشر صحيح الدين، بلد يحتضن القرآن الكريم وأهله ويكرم حفظته، إنه مجتمع جاهلي، فلا يمكن أن يقول ذلك إلا حاقد، أو حاسد، أو جاحد، أو مأجور أو مستغل من أعداء الدين والوطن.

وكذلك الحال مع سائر دولنا العربية والإسلامية التى حاول المتطرفون أن يتخذوا من وصفها بالجاهلية وسيلة لإفشالها أو إسقاطها أو هدمها أو بتمزيقها.

وأما لفظ «الصحوة» فقد برز كمصطلح تنظيرى لجماعة الإخوان الإرهابية ومن سار فى ركابها من الجماعات المتطرفة.

والصحوة فى منظورهم هى صحوتهم هم، لكن ضد من؟ ضد أوطانهم!! قصد إضعافها  وتمزيقها وتفكيك بناها الوطنية، لأن هذه الجماعات لا يمكن أن يكون لها وجود ولا أن تحقق أغراضها وأغراض من يمولها ويستخدمها فى ظل دولة قوية صلبة متماسكة، فهى لا تقوم إلا على أنقاض الدول، ومصلحة  الجماعة عندهم فوق مصلحة الدولة، ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة، وفوق الدنيا وما فيها، سلاحهم الكذب، وبث الشائعات، والزور والبهتان، وغايتهم الهدم والتخريب، فهم لا يحسنون سوى الهدم، أما البناء والعمران فهيهات هيهات، فضلاً عن أنهم لا يؤمنون بوطن ولا بدولة  وطنية.

ناهيك عن دعواتهم المتكررة الى العنف، واستحلال الدماء واستباحة الأموال والأعراض، ودعوتهم الى هدم الأوطان، يخادعون العامة بمعسول القول ورقيق الكلام، مردوا على نفاق المجتمع، واعتبروا ذلك تقية واجبة ولازماً من لوازم المرحلة، مما يستوجب منا مزيداً من الفطنة والحذر، حيث يقول الحق سبحانه: «ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة  الدنيا  ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب  الفساد»، ويقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».

--

وزير الأوقاف