رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخبر الأخير فى عام مضى جاء صادماً، خبر نهاية العام الحزين، تخطى العالم للمرّة الأولى «العتبة الرمزية» لمليون إصابة بفيروس كورونا يومياً!!

حدث هذا بين ظهرانينا فى الأسبوع الأخير من عام مضى ونحن عنه غافلون، الأسبوع الممتد من ٢٣ إلى ٢٩ من ديسمبر الماضى، وأحصيت أكثر من ٧,٣ مليون إصابة جديدة بكوفيد - ١٩ حول العالم خلال الأيام السبعة الأخيرة، ما يعادل مليوناً و٤٥ ألف إصابة فى اليوم.

العام الماضى ينسل من بين أيدينا مخلفاً جراحه، ملقياً تبعات فيروس كورونا على عام يشرق من رحم الغيب بآماله وطموحاته، تبعاته مقلقة وأرقامه مؤلمة، البشرية التعيسة فقدت حتى ساعته ٥,٤ مليون إنسان منذ اكتشاف الفيروس الخبيث فى الصين نهاية العام ٢٠١٩، يفوق بكثير خسائر البشرية فى عديد من حروبها الكونية المتتالية.

يمكن وصفها بالحرب العالمية الثالثة نظراً لضخامة أعداد الإصابات والوفيات، وشموليتها كل بقاع الكرة الأرضية، ربما لم يشهد الكون الأرضى مثل هذه جائحة، لا تنحسر أبداً، تضرب فى موجات تصاعدية، وهجمات بفيروسات متحورة، لا يصدها جرعتان لقاحيتان ولا ثلاث، العالم يذهب منصاعاً إلى جرعة رابعة، إسرائيل تتعاطى الجرعة الرابعة، وتعتمد علاجاً لفيروس كورونا ربما لأول مرة وعلى سبيل التجريب، بعد تلقى اللقاح الذى لم يصمد أمام الجانحة الفيروسية الرهيبة.

ما يجرى يحير العلماء فى المعامل، كلما نجحوا فى تفكيك متحور، ظهر متحور جديد، وقبل القضاء على متحور، تحور متحور جديد، متوالية تحورات مخيفة، وخسارة محققة، وإغلاقات مجدداً فى وجه الحياة، أوروبا تغلق، أمريكا تتحسب، أفريقيا تنتحب من قسوة الوباء.

فيروس جد خطير، ضد الحياة، ويتغذى على الحيوات، ويكلف البشرية ما لا نطيقه من انهيارات اقتصادية بالغة الأثر فى مقتبل الأيام.

النهاية الحزينة لعام مضى، تلقى بظلالها على العالم فى عام جديد، إغلاقات تعود، رحلات طيران تلغى، دوريات كروية ومنافسات رياضية واحتفالات وقداسات وحج، كلها تحت تهديد الفيروس، العالم على شفا كارثة فيروسية، ليس لها من دون الله كاشفة.

تعود الكمامات على الوجوه، ندخل العام الجديد مسلحين بكحول ومطهرات، كان الأمل يحدونا فى عام جديد سعيد، والاحتفالات جاءت صاخبة، وكأنها إعلان عودة الحياة فى قلب الخوف، تحدى لليلة وتعود البشرية القهقرى، الأرقام مقلقة، والفيروس تجاوز كل العتبات المتوقعة، غزو فيروسى لا أحد يعرف مصدره طبيعياً أو مصنعاً، وخطر التفشى يهدد البشرية جمعاء.

الفيروس المتحور أوميكرون سيرسم خريطة العالم فى العام الجديد، كل الحروب الباردة (إيران / أمريكا) والساخنة على الحدود الأوكرانية (الناتو/ روسيا) وغيرها من القلاقل السياسية فى السودان وتونس والعراق وفى بلاد تركب الأفيال، كلها تتضاءل أمام الحرب الفيروسية التى يشنها فيروس غامض لا يكف عن إطلاق الموجات العنيفة التى تستلب الأرواح فى المعازل والمنازل.

عجباً من العجب العجاب، وكأن نبوءة طيب الذكر صلاح عبدالصبور فى رائعته الخالدة «يوميات نبى مهزوم يحمل قلمًا» تتحقق فينا بعد رحيله المفجع، وكأنه يرسمنا خائفين مرعوبين متخفين من شبح غامض يتهددنا بالفناء.

 الشاعر العبقرى وكأنه يقرأ الغيب، ينبئنا بما لم نستطع تأويله، ما لم نصبر عليه..

 

يا أهل مدينتنا

هذا قولى

انفجروا أو موتوا

رعبٌ أكبرُ من هذا سوف يجىء

لن ينجيَكم أن تعتصموا منهُ بأعالى جبل الصمت.. أو ببطون الغابات

لن ينجيَكم أن تختبئوا فى حجراتكمو

أو تحت وسائدِكم.. أو فى بالوعات الحمّامات

لن ينجيَكم أن تلتصقوا بالجدران

إلى أن يصبح كل منكم ظلاً مشبوحاً عانقَ ظلاً

لن ينجيَكم أن ترتدُّوا أطفالاً

لن ينجيَكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرض

أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمو فى سَمِّ الإبرة

لن ينجيَكم أن تضعوا أقنعة القِرَدة

لن ينجيَكم أن تندمجوا أو تندغموا

حتى تتكون من أجسادكمُ المرتعدة

كومةُ قاذورات

فانفجروا أو موتوا

انفجروا أو موتوا