رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان الرئيس ترمب طوال سنوات السلطة لا يُخفى ضيقًا من جانبه بالمؤسسات السياسية المستقرة التى عاش كل أمريكى يعرفها طول حياته!

كان لا يُخفى أنه جاء من خارج الدائرة التى ظلت تحكم من قبله، وأنه ليس على ارتياح معها، وأن له جمهوره الإنتخابى الذى جاء به إلى كرسى الحكم، وأنه يحكم باسم هذا الجمهور وحده، ويخاطبه وحده، ويتعامل معه وحده، ولا يتعامل مع سواه، ولا يرغب فى أن يكون جزءًا يدور فى نطاق المؤسسات التى ظلت وعاءً يتخرج منه أهل الحكم!

وإذا شئت أن ترى ترجمة عملية لهذا كله، فليس عليك سوى أن تحصى كَمْ مستشارًا للأمن القومى عملوا مع الرجل خلال سنوات أربع لا غير، وكم وزيرًا للخارجية مروا عليه، وكم وزيرًا للدفاع دخلوا وخرجوا من مقر البنتاجون فى ولاية ڤيرجينيا؟!

ولو أنت سألت أحدًا من المهتمين بالشأن العام بيننا، عن اسم مستشار الرئيس الأمريكى السابق للأمن القومى، فلن يذكره أحد إلا بالكاد. وكيف يذكره وقد تناوب على المنصب ثلاثة أو أربعة واحدًا وراء الآخر، وكيف يذكره وقد كان منهم مَنْ لم يستقر فى موقعه غير أيام؟!

وقد كان ذلك شيئًا فريدًا من نوعه لم يحدث مع رئيس أمريكى سابق، وكان يحدث بتأثير من شيء وحيد، وكان هذا الشيء الوحيد هو مجيء ترمب من خارج المؤسسة التقليدية الحاكمة، وبتأثير بالتالى من أنه لم يكن يحمل كثير اعتبار لتلك المؤسسة ولا للذين ينتمون إليها!.. وإذا شئت فحاول أن تراجع حديثه عن هيلارى كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطى التى نافسته بقوة، وكذلك حديثه عن الرئيس باراك أوباما، الذى سبقه إلى البيت الأبيض مرشحًا عن الحزب الديمقراطى أيضًا!

شيء من موقف ترمب تجاه الأحزاب عمومًا، وتجاه المؤسسات التى عاشت تحكم البلاد من قبله، وتجاه التنظيمات السياسية التى أفرزت الحكام السابقين عليه، سوف تجده واضحًا فى حالة الرئيس التونسى قيس سعيد، وسوف تشعر به مُجسمًا أمامك مرتين: مرة فى قراراته الثورية التى فاجأ بها الجميع فى تونس وخارجها صيف هذه السنة، ومرة ثانية فى قراراته الأخيرة التى دعا فيها إلى استفتاء منتصف السنة المقبلة، ثم إلى انتخابات برلمانية فى نهاية السنة نفسها!

تشعر حين تقارن بينهما أنهما روح سياسية واحدة فى شخصين، وأن ما سبق به ترمب يكرره سعيد بنغمة مختلفة، وأنه لا يبالى بما فعله الناخب مع ترمب فى انتخابات نوفمبر من السنة الماضية!