رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

كنت أتسوق من أحد محلات الفيتامينات الشهيرة فى واشنطن والتى لها فروع فى جميع الولايات المتحدة الأمريكية. أخرجت الموبايل من جيبى لمطابقة الصور المرسلة لى من مصر للفيتامينات المطلوبة وكان أغلبها من نوعية الفيتامينات التى يستخدمها الشباب فى «الجيم» لتقوية العضلات وبناء الجسد بطريقة صحيحة تجعل الشباب يبدو فى صورة أقرب للمثالية. هكذا طبعا يدعى صناع هذه الفيتامينات ويدعمهم فى ذلك آلة إعلانية جبارة تتفنن فى التسويق لهذه المنتجات. وعلى الرغم من إصدار الهيئات المسئولة عن صحة الإنسان فى الولايات المتحدة عدة تحذيرات من عدم صدق تلك الإعلانات، والتأكيد على أنها ليست فيتامينات من مواد طبيعية، وليست مصنعة كما تدعى الشركات المنتجة، إلا أن الإقبال على هذه المنتجات لا يتأثر بتلك التحذيرات، ولا يزال الناس فى أمريكا يصدقون الإعلانات الدعائية الكاذبة. وحتى نكون منصفين فإن تصديق الكاذبين هو ظاهرة عالمية لا تتميز بها أمريكا فقط، بل فى العالم كله يسير الناس وراء الكاذبين، ولا يكتفون بتصديقهم مرة او مرتين ثم يكتشفون خداعهم فى الثالثة، بل يسيرون وراءهم فى كذبتهم الخامسة والسادسة والى ما لا نهاية. ليس فى مجال المنتجات والفيتامينات ولكن فى جميع المجالات بما فيها السياسة وحتى الرياضة.

المهم فى الأمر أننى اخترت الفيتامينات المطلوبة، ووقفت فى الطابور الطويل أمام الكاشير منتظرا لدورى.. كنت أحمل المنتجات فى يدى عندما اقترب منى أحد الشباب كان من الواضح من مظهره أنه مسلم، وبمجرد أن ألقى التحية باللغة العربية الفصحى تأكدت من توقعى، حيث عرفت فيما بعد أنه من كازاخستان ودرس اللغة العربية والعلوم الدينية فى الأزهر بمصر. قال لى الشاب: هل أنت متأكد من خلو هذه المنتجات من الخنزير؟ سألته عن علاقة فيتامينات لتقوية العضلات بالخنزير، فضحك قائلا: فى هذا البلد يجب أن تتأكد قبل أن تضع أى شيء فى فمك من خلوه من الخنزير ومشتقاته، حيث إنهم أدخلوها فى عدة منتجات غذائية ودوائية.. حتى الخبز تجد منه أنواعا كثيرة تم خلط الدقيق فيها ببعض مشتقات الخنزير لإعطائه مذاقا!!. سألته ولكن معلوماتى تقول إنه لو كان هناك خنزير فى الطعام يتم كتابة ذلك فى المواد التى تم منها تصنيع المنتج، فقال: ليس دائما ولابد أن تتحرى الدقة.. وقبل أن أسأله كيف يمكن تحرى الدقة أخرج موبايله وبدأ فى استخدام تطبيق معين، حيث سلط التطبيق على «البار كود» الموجود على المنتجات وبعد أقل من دقيقة ظهرت علامة تؤكد أن المنتج ليس حلالا!

طبعا تراجعت عن الشراء وأعدنا المنتجات للأرفف المخصصة لها فى المحل، وخرجت مع صديقى الذى حكى لى عن عدة مفاجآت كشفها ذلك التطبيق عن بعض المنتجات التى رفع مصنعوها كذبا شعار «حلال» و«حلالكو»، لطمأنة المسلمين وكذلك اليهود، حيث تحرم الديانة اليهودية أيضا أكل الخنزير، وقد كشف ذلك التطبيق كمية الخداع التى تمارسها كبرى الشركات منزوعة الضمير، ضد من يحرمون أكل الخنزير. هذه المشكلة جعلت كثيرا من العرب والمسلمين واليهود يقلعون أصلا عن تناول اللحوم بمصنعاتها والفراخ ومنتجاتها حتى لو رفعت تلك الشعارات الزائفة.

المشكلة أنه لا يوجد فى أمريكا ولا أظن فى الغرب عموما ذلك الجزار التقليدى الذى ترى أمامك الذبيحة التى يقطع لك منها، ولا ذلك الفرارجى الذى يذبح لك مشترياتك أمام عينك، كما أنه ممنوع تماما أن تشترى خروفا حيا مثلا أو فرخة صاحية وتذبحها بنفسك فى بيتك، فآثر كثيرون السلامة وقرروا مقاطعة تلك المنتجات التى تستبيح معتقدات المسلمين واليهود ورفعوا شعار: «خليك نباتى وارتاح وابعد عن الحلال المستباح!

[email protected]