عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

عشق الإسكندرية فأبدع فى وصفها، وتميز فى رصد تحولاتها الاجتماعية من مدينة كوزموبوليتانية لا أحد ينام فيها، إلى مستعمرة غطتها غيمة إخوانية متطرفة فى السبعينات من القرن الماضى، استلهم من روح المدينة المارية الأمل وبكى عليها حينما اختلط نسيمها برائحة الفكر السفلى، لكن اللافت انك فى كل مرة تستمتع وأنت تقرأ للروائى إبراهيم عبدالمجيد وهو يطوف بك عبر صفحات رواياته، برؤية فلسفية وأسلوب عذب ما بين العادات والتقاليد، ويدلف من حارة شعبية إلى حى ارستقراطى بسلاسة وبساطة لا يجيدها إلا قليل من الأدباء المتمكنين من القلم.

بالتأكيد ليست الاسكندرية هى منطقة الإبداع الوحيدة فى أدبه، فرواياته الخمس عشرة التى انجزها فى مشواره الأدبى كلها تحفز على القراءة وتنشط الخيال وتفتح شرايين الفكر لدى من يطالعها، ما بين عتبات البهجة وبيت الياسمين وصولًا إلى البلدة الاخرى وغيرها، لكنه عندما تتحدث إليه تجده يهيم حبًا فى اسكندريته التى يعتبرها مدينة الإلهام بالنسبة له، ومن أجلها سطر ثلاثيته الخالدة، يحب الحديث عنها والرجوع إلى حكاياته معها وفتح دفاتر ذكرياته الخاصة فى شوارعها التى لا يستطيع أن يغيب عنها كثيرًا.

‏ýتعرفت على الروائى الكبير خلال عملى الإعلامى فوجدته مثقفًا من طراز رفيع قادرًا على الدفاع عن رأيه بكل حجة ومنطق، فهو المحب للثقافة والمشجع لكل موهبة، فلا يتأخر عن تقديم النصح والتوجيه لمن يطلبه، ودائمًا متسم بالبساطة والتواضع، الذى لا تجده إلا عند ابن بلد جدع ولهذه الصفات أصبح منزله فى حدائق الأهرام مفتوحًا للجميع بلا استثناء لكل الأصدقاء الذين أجمعوا على حبه.

 ‏ýجمعتنى بالأديب الكبير لقاءات نادرة وهو يحكى على كفاحه واللحظات الصعبة فى حياته وكيف تغلب عليها بالصبر والثقة بالله، ودائمًا يحمد الله على ما أصابه فى السنوات الأخيرة، ورغم ذلك مازال يعطى وينقل خبراته يعلمنا ثقافة الحب والعطاء الذى لا يجب أن يتوقف إلا مع توقف القلب عن النبض.

‏ýتلك هى فلسفة عبدالمجيد فى الحياة، إنها لا تستحق الصراع وإنما لابد أن تكون مسرحًا للحوار والتعاون والإبداع المجرد عن الغرض، وربما هذه الرؤية الفلسفية مرجعها خلفيته العلمية، فهو خريج كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة الاسكندرية، وقد ظهرت هذه اللمحة فى أغلب كتاباته وكانت جزءا من مكونات شخصيته الإبداعية التى فرضت اسمه على كثير من اللجان المسئولة عن منح الجوائز، فحصل على العديد منها مثل جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الامريكية عام ،1996 وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007، وجائزة الدولة للتفوق فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004.

‏ýيمر الأديب الكبير إبراهيم عبدالمجيد بمحنة مرضية صعبة.. ندعو الله عز وجل أن ينجيه منها على خير ويعود لمحبيه وقرائه ومعجبيه فى كل مكان، فأمثال إبراهيم عبدالمجيد كنوز تستحق أن نتمسك بها ونحافظ عليها.