رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من حكى الخرافة، كان الثعلب يتضور جوعًا عندما شاهد عناقيد العنب تتدلى من أيكة عالية، كانت الشجرة مثقلة بعناقيد العنب لكنها عالية، قفز الثعلب لكى يصل إليها عدة مرات دون جدوى، فلما يئس من الوصول إليها مضى فى طريقه وهو يقول: «على كل حال إن العنب لم ينضج بعد، إنه حُصرم».

ما هو المطلوب بالضبط، سمعت على يوتيوب من يعرف بأن الحكومة المصرية (ممثلة فى الصندوق السيادى) ستبيع مجمع التحرير فى السر دون إعلان، ومستوجب كذا وكذا وكذا، معينًا نفسه حارسًا على الثروة الوطنية، ولم يكلف خاطره الاستماع إلى الأمينة على الثروة الوطنية الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وهى تعلن بشفافية تامة عن أن تحالفا أمريكيًا سيعمل على تطوير المجمع، ويؤهله ككيان سياحى يضم شققًا فندقية، وقسمًا إداريًا، وقسمًا تجاريًا، بما يوفّر عائدًا، حدًا أدنى مضمونًا يئول إلى الصندوق السيادى.

وكذا لم يطالع تصريحات أيمن سليمان الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى أنه سيتم تحويل مجمع التحرير إلى نشاط فندقى وإدارى وتجارى، بشراكة فريدة من نوعها ولم تحدث فى مصر قبلًا.

عملية المجمع استغرقت عامًا أو يزيد لكيفية تحديد آلية التعاقد، وإمكانيات التطوير والاستخدامات التى ستتم فى المجمع، وتم استطلاع رأى مع (٥0) مطورًا مصريًا وعربيًا وأعدوا خطة متكاملة تتضمن إعادة هيكلة وتطوير شاملة للبنية التحتية، باستثمارات 3.5 مليار جنيه.

النقطة التى يحاول منها المزورون المروق إلى التشكيك فى عقد التحالف، هى مدة التعاقد مع التحالف الأمريكى، وكيف لا يتم تحديد المدة، فى سياق هرتلة تاريخية تعود إلى الخديوى إسماعيل، وديون قناة السويس، ولزوم ما يلزم من فصول التشويق والإثارة لابتزاز مخاوف البسطاء من مغبة «العقد الأمريكى».

صم بكم عمى، كعادتهم فى الافتراء والاجتراء على ذمم الشرفاء، على طريقة أحلى من الشرف مفيش، لو أصاخ الغوغائيون السمع للدكتورة هالة السعيد، لعلم بأن مدة العقد (٤٩ عامًا)، وليس عقدًا مطلقًا فى المطلق، هذا عقد حسب مقتضيات العقود العالمية فى استثمار مثل هذه الأصول الضخمة، إذا كانوا يفقهون فى مثل هذه العقود؟!

أن تعين نفسك محاسبًا على الحكومة هذا واجب حتى لو كنت كارهًا لنظام الحكم، ولكن كاره وكاذب، ومشكك، وتمارى فى عقد معلن فى شفافية تامة، إذا كان التشكيك المستدام وفق نظرية «المكايدة السياسية» التى تعترى بعض الهاربين فى العواصم الأوروبية، فإن الشفافية تعالج مثل هذه العقد النفسية المعقدة، والمعلوماتية ضرورة مستوجبة، مضاد حيوى مجرب ضد العدوى الفيروسية التشكيكية التى تعتنق نظرية، أنا أشك فأنا دبوس فى ظهر الحكومة.

فكرة «المال السائب» المسيطرة على الذهنية لدى بعض متبضعى الإعجابات، ومتصنعى البطولات الوهمية الموهومة، ليس لها محل من الإعراب فى عقود الجمهورية الجديدة، العقود يقف عليها حراس مؤتمنون على كل جنيه من أموال هذا الشعب الصابر، والأصول السيادية فى أيادٍ أمينة، ومنظومة الحوكمة والمحاسبة تسود كل العقود، لدرجة شكوى بعض المستثمرين من هذه الحوكمة الصارمة، حتى هذه الشكوى يستثمرونها فى حملاتهم التضليلية.

حتى الصندوق السيادى الوطنى لم يسلم من ألسنتهم الحداد، معلوم الصندوق السيادى ليس بدعة، لقد تأخرنا طويلًا عن تأسيس مثل هذا الصندوق الذى يحفظ الأصول للأجيال القادمة، ومثله موجود فى كل بلدان العالم، ولنا فى صناديق دول الخليج السيادية نموذج ومثال.

طبعا مهضوم الصناديق فى العواصم التى يعيشون فيها، على قلبهم زى العسل، ياحلاوة الصندوق، وجمال استثمارات الصندوق، ولكنه ملعون لو تأسس فى مصر صندوق سيادى، ليه، وعلشان إيه، وكام، فعلًا الغرض مرض، حتى الأبراج المنيرة مبهرة فى عواصم قريبة، ويتغنون بجمالها، بحلاوة الأبراج، ويا جمال الأبراج، فإذا الحكومة ذهبت إلى إقامة الأبراج فى العلمين أو العاصمة الإدارية، يا للهول، يا للمهزلة التنموية، لماذا يبنون الأبراج والدنيا واسعة.. ويهرفون بحديث الأولويات.. يريدون مصر بحطة إيديهم لا تعمر ولا تنور.. ولا تدخل فى باب الاستثمارات العالمية الواسع..

الصندوق السيادى ثروة مصانة، وتم نقل أرض معهد ناصر والأرض الكونية ومجمع التحرير كأصول للصندوق، إذن ماذا يضيركم، ماذا يضج مضاجعكم فى المنفى الاختيارى، ما هو المطلوب بالضبط؟ أن يظل مجمع التحرير كـ«البيت الوقف» خرابة تمرح فيها الفئران،، يظل شاخصًا باردًا دون حياة، شاهدًا على سنوات الجمود الاقتصادى، يظل جاثمًا على قلب ميدان التحرير.. مظلمًا دون استثماره، فإذا تم طرحه استثماريًا، وفاز به تحالف أمريكى، صار كالعنب المُر، بئس الثعالب الرابضة فى الدغل.