رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لاشك أن تطور وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار الانترنت تسبب في الكثير من الآثار بعضها إيجابي، والآخر سلبي للغاية، ومابين هذا وذاك، أصبحنا نصحو كل يوم على سؤال بات من طقوس بداية اليوم، وهو( إيه التريند النهارده؟). وبالقطع أصيب الجميع بهوس (التريند) حتى أنه صار سرطانا يستشري حتى في بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية التي أصبحت تلهث هي الأخرى وراء المشاهدات ودخلت سباق ( اللايك) و ( الشير)، ووسط كل ذلك غاب عنهم دورهم الحقيقي لرفع الوعي الحقيقي للمواطن المصري، ودورهم الجوهري في إبراز الجوانب الإيجابية للشخصية المصرية وتسليط الضوء على النماذج المشرفة والملهمة والتي تمثل القدوة الحقيقية لشبابنا، و ضعف دورهم في نشر ما تحققه مصر من نجاحات في شتى المجالات وبشهادة المؤسسات الدولية المعتبرة.

ومابين لون فستان لفنانة، وحلاقة شعر فنانة وطلاق أخرى، ورابعة مهووسة بالشهرة، تسقط بعض القنوات الخاصة وبعض المواقع في فخ ثقافي مرعب غير منتبهة أو مدركة لمصالح الدولة المصرية وغير أمينة على المجتمع بشبابه وفئاته المختلفة كونها أهم الوسائط الثقافية لنقل الوعي وتعزيزه لا تغييبه وتخريبه، وغير مدركة لما يحدث من حرب إلكترونية حقيقية تستخدم سلاح الوعي وتزييفه لمحاربة الدولة المصرية، ولا أدل على ذلك من انتشار فيديو مفبرك من الإخواني الهارب اللعين والذي يحاول فيه وإخوانه تلفيق فساد لإحدى مؤسساتنا السيادية العريقة، ولم تحاول قناة واحدة أوموقع واحد أن يحذر ويفند فبركتها أو أن يحارب نشر الشائعات بوجه عام بأسلوب مهني وتقني وأن يوجه طاقاته الحقيقية لخدمة الوطن والدفاع عنه.

وفي الوقت الذي كان يحتفل فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم، في الاحتفالية الكبري التي أطلق عليها مسمي « قادرون باختلاف»، كانت بعض وسائل الإعلام الخاصة مشغولة بمناقشة فيديو كليب متداول على مواقع التواصل الإجتماعي خاص بما يسمي بأغاني المهرجانات التي أفسدت الذوق العام، والعجيب أن تلك القنوات راحت تستضيف بعضا من الخبراء والمختصين لمناقشة مدي الانتشار الواسع الذي حققته بعض المهرجانات الهابطة ، وكأن هذا (التريند) أو غيره هو كل مايشغل مصر بدلا من مناقشة التحديات الحقيقية التي تواجه مجتمعنا، وفي النهاية يصدرون صورة ذهنية سلبية عن مصر وعن المجتمع المصري و الذوق العام المصري.

أصبح من الملاحظ أن هناك فجوة حقيقية بين ما يقدمه الإعلام وبعض القنوات والمواقع الخاصة، وبين ما هو مطلوب من الإعلام بكافة أشكاله وقنواته في تلك المرحلة الدقيقة والتى نحتاج فيها لتنمية الوعي المصري الحقيقي وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية من شبابنا وعلمائنا كقدوة حقيقية، ومواجهة التحديات الكبيرة على مستوى كافة الأصعدة المحلية و الإقليمية والدولية، وتقديم ما يحدث من إنجازات تاريخية حقيقية في مختلف المجالات وتطوير لكافة القطاعات بهدف توفير حياة كريمة للمواطنين.

ولا شك أن عودة مفهوم الصحافة الصفراء والاهتمام بنشر الفضائح  وكل ما هو غريب عن مجتمعاتنا بمثابة سقوط في الهاوية، ولا يتماشى مع الجمهورية الجديدة ولا يتماشى أيضاً مع الدولة المصرية وتاريخها الفني والثقافي والإعلامي فنحن بلد غني بكل شيء ثقافياً وسياسياً وفنياً وإعلامياً، فلدينا تاريخ في كافة المجالات سبقنا العالم في الطب والهندسة وشتى العلوم لذلك لابد أن يدرك الجميع وخاصة الإعلاميين ومقدمي البرامج، قيمة هذا البلد قبل أن يسيء بعضهم إلى تاريخها أو إلي شعبها وأيضا يتعارض مع قيمة وطموحات الجمهورية الجديدة التي تعمل عليها كافة مؤسسات الدولة بقيادة الرئيس السيسي.

 استمرار محاولات تزييف الوعى جريمة في حق الشعب المصري وسواء من يقوم بها كان يتعمد أو يجهل خطورة ما يفعله، لابد أن تتوقف ويكون هناك رؤية جديدة للإعلام المصري سواء المملوك للدولة أو للقطاع الخاصة بمساعدة الجهات المسئولة وخاصة المجلس الأعلى للإعلام.