رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طله

يندهش بعض الأصدقاء فى مصر عندما يعرفون من خلال الرسائل التى نتبادلها عندما أقول لهم إننى رغم وجودى حاليا فى الولايات المتحدة، لم أسمع عن فيروس اوميكرون إلا من خلال وسائل الاعلام العالمية سواء فى امريكا أو أوروبا او من الصحف العربية التى تصلنى نسخ البى دى إف من الصحف الورقية التى اتابع عددا كبيرا منها يوميا. أحتك يوميا بعشرات الأمريكيين، أغلبهم مثلى لم يسمع عن هذا الوباء الجديد إلا من خلال الميديا، بمعنى أنه والحمدلله لم يصب هو ولا أحد من أقاربه بهذا الاوميكرون أو الجيل الجديد من كوفيد ١٩ إن صح التعبير، بل ان البعض يعتبر تلك المتحورات مجرد هجمة اقتصادية سياسية بحتة مواكبة لموسم الشتاء.

يؤكد هذا الرأى تلك الضغوط التى يمارسها الرئيس الامريكى جو بايدن على الشركات التى تمتلك حقوق الملكية الفكرية للقاحات التى تم اختراعها ضد فيروس كورونا، العديد من المحللين قالوا إن بايدن ما كان ليطلب ذلك الطلب لو كانت كل اللقاحات وليس بعضها فقط من اختراع شركات أمريكية، والأغرب أنه على الرغم من ظهور عدة حالات للمتحور الجديد اوميكرون فى اكثر من خمس عشرة ولاية حتى الآن لايزال بايدن يدعو لعدم الفزع والاكتفاء فقط بالقلق، دون اتخاذ إجراءات صارمة تحد من حرية الحركة والسفر، خاصة ان حركة السياحة فى أمريكا لم تلتقط انفاسها إلا مؤخرا على أثر جائحة كورونا بعد أن ظل الأمريكيون ممنوعين من الخروج من المنزل ولا السفر طبعا إلى ولايات اخرى لمدة عام والنصف وهو أمر لم يعتده الأمريكيون من قبل.

لذا قالها بايدن بكل صراحة وأعلن أنه لا عودة مرة اخرى للإغلاق، والأمر من وجهة نظرة لم يتطور إلى حد الكارثة مثلما كان الحال مع كورونا. ورغم تأجيل الاجتماع الدولى الذى كان مقررا له ان يعقد فى منظمة التجارة العالمية بجنيف منذ أيام بسبب عدم تمكن عدة وفود من الوصول إلى جنيف بسبب بعض القيود على السفر التى فرضتها بعض دول أوروبا بسبب اوميكرون، إلا أن أمريكا تصر على التهوين من الأمر والتقليل من خطورة الوافد الجديد من عالم الأوبئة إلى عالم الإنسان.

المسألة من وجهة نظرى أن الرأسمالية الأمريكية تظهر أبشع صورها فى مثل هذه المواقف. بايدن وادارته يواجهون انتقادات عنيفة من خارج أمريكا، بسبب عدم توفير لقاحات تم تصنيعها فى امريكا للدول الفقيرة المحتاجة لملايين اللقاحات فى الوقت الذى توفر فيها الولايات المتحدة لمواطنيها جرعة ثالثة اعتبرها كثير من العلماء نوعا من الرفاهية وشيئا من الاستعراض الذى يغازل صناديق الاقتراع خاصة بعد أن خسر الحزب الديمقراطى مؤخرا عدة كراسى لحكام ولايات ذهبت للحزب الجمهورى المنافس فى ولايات كانت معروفة طوال تاريخها بالتصويت للحزب الديمقراطى وهو ما يعد إشارة تحذير التقطتها الإدارة الأمريكية ولم تجد مفرا من تطبيقها بمنتهى الأنانية ضد الشعوب الفقيرة، فما يهم الإدارة، اى إدارة أمريكية أن تحافظ على اعتلاء البيت الأبيض والكونجرس بمجلسيه وحكام الولايات وحتى العمد، اما فقراء العالم فليذهبوا إلى الجحيم أو لتفترسهم الأوبئة لا يهم.

هناك مثل شعبى أمريكى يقول: ليس هناك أحلى من العسل سوى المال، لكن الانقسام فى الشعب الامريكى الذى أحدثه عير المأسوف على شبابه ترامب جعلهم يضيفون فى نهاية المثل كلمة والأنانية!

[email protected]