عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عشت فى السودان أسعد الأيام فى الستينيات، حيث كان الرخاء يعم البلاد إذ كنا نعيش فى فيلا جميلة بحديقة واسعة وأشجارها وثمارها من الفاكهة والخضراوات كما لو كانت جنة من جنات الله على الأرض وكانت زوجتى- رحمها الله- تطلب منى المرور على السوق لشراء حاجات البيت من اللحوم الطازجة بأربعة عشر قرشًا للكيلو فى السوق الشعبية وعشرين قرشًا للنوع الممتاز فى السوق الارستقراطى بخرطوم ٢ وحدث ولا حرج عن سخاء أرض السودان الحبيب بكل الثمار رخيصة الثمن مثلما كان يحدثنا أجدادنا عن الزمن الجميل فى مصر حياة ورخاءً ونعمة من نعم الله سبحانه وتعالى.

وكان الزعيم السودانى الكبير إسماعيل الأزهرى على رأس مجلس السيادة يعتز بمصر والمصريين ويدعونا لمشاركته بالرأى فى مشاكل وقضايا السودان من مطلق الحب الكبير لمصر وجامعة القاهرة فرع الخرطوم بأساتذتها الكبار فى نظره وسائر القادة السودانيين فى شتى المجالات، ولا أنسى استعانة رئيس القضاء بآراء أساتذة القانون فى أهم القضايا مثل قضية طرد النواب الشيوعيين من البرلمان، حيث كان لى الشرف تلبية دعوته لإبداء الرأى فى القضية الدستورية الشهيرة التى صدر فيها الحكم وفق دراسة قانونية دستورية تنسب لجامعة القاهرة فرع الخرطوم.

وبكل ذلك الرصيد الجميل لسوداننا الشقيق كادت عيونى تدمع حزنًا على السودان الحبيب وأنا أقرأ عن حاله البائس والصحف تطالعنا يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين بالخبر التالى الأمم المتحدة تقول إن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية إذ إن 30% من مواطنيه سيحتاجون إلى مساعدات غذائية خلال عام ٢٠٢٢ فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة على وقع ارتفاع معدل التضخم السنوى لمستوى 400% وفقًا لآخر إحصاء رسمى، فضلًا عن معاناته من الوباء والفيضانات وملايين اللاجئين والنازحين بينما هو أحد أفقر دول العالم.

وعينى عليك يا سوداننا الحبيب الذى عشناك سبعًا أو ثمانى سنوات فى الستينيات والسبعينيات وكنت مثالًا للهناء ورغدة العيش لنا ولكل السودانيين المحبين لمصر والمصريين وقتما كنا نهتف صغارًا وكبارًا تحيا وحدة مصر والسودان ويعيش الزعيمان مصطفى النحاس وإسماعيل الأزهرى القائدان الشعبيان التاريخيان لشطرى الوادى.. وادى النيل الحبيب الذى أسعدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى بإرسال قوافل الإغاثة لجنوب السودان وندعوه لمزيد من الدعم الاقتصادى المصرى لكل إرجاء السودان شماله وجنوبه جزاه الله خيرًا.