رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

أحد أبناء بورسعيد المبدعين، مؤلف تلقائى ومخرج مسرحى على مدار خمسين عاما، أنتج خلالها ما يزيد على مائتى أغنية وطنية وعشرات التجارب المسرحية نذكر منها «مسرح المقهى» و«مسرح العربة» و«مسرح الشارع»، وهو صاحب أنشودة الوداع «يا جمال يا حبيب الملايين» قال فى أوراقه الخاصة: إنه لولا ثورة يوليو ما تغير مستقبله من مدرس إبتدائى إلى فنان قدير وأستاذ للتمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ولولا الثورة ما استطاع أن ينتج هذا الكم الهائل من الأغنيات الوطنية التى ألهبت مشاعر الجماهير فى زمن النضال ولولاها ما تجرأ على اقتحام مجال التجريب فى المسرح سابقا عصره وجيله.

الفنان والأكاديمى البارز عبد الرحمن عرنوس(14 يوليو 1934 - 30 نوفمبر2009 ) لازمه- كما لازم كثيرًا ممن سبقوه ولحقوه على الصعيد النفسى - الزهد طيلة حياته والتواضع لكل ما يمشى على الأرض، أما بالنسبة للموهبة الفذة فظلت تعلن عن نفسها على مدار نصف قرن.

ولد «عرنوس» بمدينة الإسكندرية لأسرة نشأت أصولها بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، وعاش فترة حياته الأولى وسنوات شبابه فى المدينة الساحلية بورسعيد التى كانت احد ابرز عوامل تفجر خياله، وعاصر زمن العدوان الثلاثى على أرض المدينة فانفجر بداخله ينبوع الابداع  واشتعل فى صدره الحلم بمعالجة الثورات مبكراً عبر الفن  وظل عاشقاً لثورة يوليو متيما بزعيمها الذى كتب فيه واحدة من ابرز الاعمال الغنائية ونذر روحه ونفسه لها، محباً لثراها وناسها وتاريخها ولياليها وسهرها وقدم موهبته لإعداد أجيال تحتفظ له بالعرفان والجميل .

فى ميدان لاظوغلى بوسط القاهرة وفى بناية قديمة بالدور الارضى فى شقة من غرفة وصالة عاش عرنوس قرابة اربعة عقود من حياته حينما قرر الانتقال بحلمه الكبير للقاهرة ولم يستغرق كثيرًا من الوقت كى يبزغ نجمه حيث كان يحضر رسالة الماجستير والدكتوراة فى اكاديمية الفنون.

هزيمة يونيو 1967م التى ظل الجميع يعانى وقعها الأليم، حتى يومنا هذا لم يتخلص الوطن من تبعاتها ولا الجماهير ممن عايشوها من اثارها ومن بين هؤلاء كانت الهزيمة بالنسبة لعرنوس نقطة انطلاق جديدة تفجر من خلالها ابداعه فى كافة مجالات فن التمثيل والغناء خرجت من بين الألم آمال وأحلام كبار تجلت فى عزيمة الرجال والتدريب المستمر لتحقيق النصر، وتولدت من رحم الجماهير العديد من فرق المقاومة الشعبية ، وهتفت فرق السمسمية على طول القناة فرقة شباب النصر فى بورسعيد بقيادة الشاعر كامل عيد وفرقة أولاد الأرض فى السويس بقيادة كابتن غزالى وفرقة شباب الصامدين بقيادة حافظ الصادق بينما أسس « عرنوس»  فرقة شباب البحر وراح يؤلف الأغانى فترتفع وتصدح أوتار آلة السمسمية الساحرة التى شكلت بثرائها عالماً غنياً وخصباً من النغم الشعبى على امتداد منطقة القناة الزاخرة بالعطاء والفداء والمقاومة .

وفى خلال سنوات الإعداد والتأهب للثأر من العدو الإسرائيلي- وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر- فبعد ثلاث سنوات مات جمال عبد الناصر، وخرجت الجماهير العربية فى كل أنحاء الوطن العربى عن بكرة أبيها تودع زعيمها بمرثاة تلقائية رددتها ألسنة الناس سطرها على الفور عبد الرحمن عرنوس « الوداع ياجمال ياحبيب الملايين / ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين / انت عايش ف قلوبنا ياجمال الملايين / انت ثورة انت جمرة / انت نوارة بلدنا وإحنا لوعنا الحنين / انت أنهار مية صافية تسقى كل العطشانين / انت قنديل الغلابة تهدى كل الحيرانين / انت ريحانة زكية فى قلوب الفلاحين / انت جمعت بعزيمتك النفوس الغضبانين / ياحبيب الإنسانية لأجل كل الإنسانية».

[email protected]