رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

عندما يرحل الإنسان نكون أمام أحد أمرين، إما النسيان سريعًا وإما أن تبقى ذكراه طويلًا، وتعيش بيننا ليظل حاضرًا بها، ملهما حتى وهو فى قبره، مهما مرت من سنين، والإعلامى عادل نور الدين واحد من هؤلاء الذين غادرونا جسدًا لكن بقيت سيرتهم بيننا تفرض علينا احترامهم رغم الغياب وتذكرهم رغم تباعد الزمن، وكلمة السر هى ما قدمه فى حياته ليبقى حيًا بعد مماته، فرغم مرور تسع سنوات على رحيله عام ٢٠١٢، لم يغب لحظة من الذاكرة، ليس لأنه كان نجمًا إعلاميًا، وإنما أيضًا لأنه كان إنسانًا يعرف قيمة الناس، متواضعا ويحترم الجميع، داعما ويدفع إلى الخير ويترفع عن الصغائر، وربما يرى البعض أن مثل هذه الخصال متوفرة فى الكثيرين، وهذا أمر لا خلاف عليه، لكن فى الوسط الإعلامى يصعب أن تجد من تتوافر فيه تلك الخصال، فيجمع بين النجومية والمنصب وفى الوقت نفسه يحتفظ بالبساطة وكرم المعاملة، فالكثيرون من الإعلاميين يصابون بمرض التعالى، ويعيشون فى حالة من نشوة النجومية التى تزيد عندهم عقدة الأنا وترفع معدلات الغرور الذى يعميهم عن حسن معاملة الآخرين، ولا يفلت من هذا المرض إلا من يمتلك قوة الشخصية وعقلانية التعامل مع النجومية وفراسة قراءة المستقبل، وهذا ما توافر فى عادل نور الدين فلم نر منه إلا التباسط والاقتراب من الجميع والمشاعر الراقية.

‏ýفقد عرفته مذيعًا لامعًا فى أحداث 24 ساعة بالتليفزيون المصرى صاحب طلة خاصة ولغة رصينة وشخصية ثابته عند قراءة الاخبار، فكان مميزًا وكنت من أشد المعجبين به وبعد تخرجى كان هو من اختبرنى فى قطاع الاخبار مع العظيمين صلاح الدين مصطفى رئيس قطاع الأخبار الأسبق والإعلامى الكبير إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق.

‏ýو فى بداية عملى تعاملت معه واقتربت منه لأكتشف شخصية ساحرة جاذبة للآخرين، مثلما رأيت فيه معنى الكفاح والسعى إلى النجاح الذى منحنى مفاتيح سره، ‏ýوكان أهم ما لمسته فيه أنه سابق لجيله، لا ينظر تحت أقدامه بل لديه قدرة استقراء المستقبل، فكان أول من تحدث عن الإعلام الرقمى وخطر الميديا الجديدة وضرورة الاستعداد لها، كان ذلك منذ 20 عامًا أو قبل أن يحدث ما يصل بنا إلى الوضع الحالى، ونحن الآن نواجه ما حذر منه ونتعامل مع ما تخوف من حدوثه وطالب بالاستعداد له.

‏ýكنت عندما أجلس معه اتعلم فنون التفكير الإبداعى وكيف أكون متميزًا، وقادرًا على قراءة المستقبل وأتذكر عندما طلب منى ارتداء بدلة لكى يضعنى على غلاف مجلة الفن الإذاعى الشهيرة، وعندما سألته عن سبب الاختيار قال لى «ستكون مذيع شاطر يومًا ما».

‏ýوالحق أننى لم اهتم وقتها بتوقعه لأنه كان أمرًا بعيدا عن طموحى ولم أكن أفكر فيه أو حتى أتمناه، لكن الغريب أن تمر الأيام وأصبح بالفعل مذيع برنامج وثائقى يحفظ تاريخ مصر وينقل الخبرة فى برنامج كنوز الوطن. ‏ýشرفت بالعمل معه لفترة طويلة وتعلمت كثيرًا منه وأهم ما تعلمته كيف يحول محاضراته من التنظير إلى التفكير وإعمال العقل وتنشيط الذاكرة، وكان يتمتع داخل ماسبيرو بمحبة الجميع وروحه فكاهية تؤثرك فضلًا عن ثقافة موسوعية وإبداع.

‏الإعلامى عادل نور الدين الذى ولد عام 1954، وحصل على بكالوريوس إعلام قسم الصحافة جامعة القاهرة عام 1977 بتقدير جيد جدا وكان الأول على قسم الصحافة، بدأ رحلته فى مجال العمل الإعلامى عام 1978 حيث عمل محررًا مترجمًا بأخبار الإذاعة، ثم عمل مذيعًا محررًا مترجمًا بإذاعة صوت العرب عام 1980، ثم مذيعًا محررًا مترجمًا بأخبار التليفزيون، كما عمل أيضًا مراسلًا لإذاعة هولندا العالمية وإذاعة سويسرا العالمية، ومراسلًا لتليفزيون الكويت.

‏ýتدرج بعد ذلك فى المناصب، حيث شغل وظيفة كبير المذيعين بقطاع الأخبار، ثم مدير عام المتابعة بقطاع الأخبار، ثم نائب رئيس الإدارة المركزية للأخبار المرئية والمشرف على التطوير، كما رأس من قبل اللجنة الدائمة للأخبار باتحاد إذاعات الدول العربية (2006- 2008)، وهى اللجنة التى تضم جميع رؤساء الأخبار بالتليفزيونات العربية. ‏ýوتوفى عادل نور الدين فجر الجمعة 15 يونيو 2012 بعد رحلة حافلة بالإنجازات فى خدمة الإعلام والإعلاميين، جعلت الجميع لا ينسونه لأنه حاضر بمواقفه وإنسانيته.