رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

عجيب جدا هذا السكون الذى يحيط بالبيت الأبيض فى العاصمة الأمريكية واشنطن دى سى، والأعجب ذلك الغموض الذى يلفه خاصة فى ليل الشتاء الطويل، بدون مبالغة لو ساقتك قدماك فى جولة مسائية حول البيت الأبيض هذه الأيام لظننت أن مقر حكم الرئيس الأمريكى قد تحول إلى بيت أشباح مخيف. يساعد على هذا الشعور وبقوة، إنك تستطيع أن تقترب من السور الخارجى للبيت وتلتقط ما شئت من الصور التذكارية ومن اى زاوية تختارها دون أن يعترضك الأمن أو ينهرك الحرس الجمهورى مثلا. ذلك السماح بالاقتراب يشعرنى أكثر بأن هناك كمينا ما قد نصبه الأشباح من سكان هذا البيت لمن يفكر فى الاقتراب!.

لا يوجد صريخ ابن يومين، لا تحس لسكان هذا البيت من أحد ولا تسمع لهم ركزا. كل شيء يوحى بالغموض ويثير الفضول القاتل خاصة لو كنت مثلى ممن يمتلكهم الفضول لكشف ما يحيط بهم من غموض فينجح نادرا ويفشل غالبا. حتى تلك الأضواء التى تجعل البيت الأبيض بالليل يبدو أكثر بياضا لا تفلح فى اقتلاع ذلك الشعور بالخوف الذى ينتابنى والرهبة التى تتملكنى كلما اقتربت من البيت الأبيض او حتى نظرت له من بعيد حيث من الواضح أن مكان اختيار موقع البيت لم يأت اعتباطا، حيث لا توجد حوله مبان شاهقة تعيق رؤيته، حتى كمية الأشجار التى تحيط بعدة جوانب من البيت من الواضح انه تم زراعتها بطريقة لا تمنع الناظر من رؤية البيت بل تعطى للناظر مزيدا من الرهبة والخوف والترقب مما يمكن أن يصدر من بيت الأشباح هذا.

يحلو لى كثيرا إذا رأيت ذلك البيت فى اى مساء أمريكى شديد البرودة أن أعود للصحف التى تصدر صباحا،اتعجب من ذلك القدر من الأخبار التى تنشرها الصحف عما دار فى البيت الأبيض فى اليوم السابق. يتبين لى فورا أن وراء الأكمة ما وراءها، فهذا الصمت الرهيب هو رد فعل خادع للضجيج الذى يحدث داخل ذلك البيت، كيف لا وهو يحكم ويتحكم فى العالم كله تقريبا، بما فى ذلك القوى العظمى الاخرى سواء الاتحاد الأوروبى والنمور الآسيوية. حتى الصين التى تشكل ازعاجا كبيرا يصل إلى حد الصداع فى رأس البيت الأبيض ومع ذلك لا تتجرأ على إغضاب أمريكا أكثر من اللازم، تفعل ولكن بقدر محسوب،فهي–اى الصين- وإن كانت تعرف قدر نفسها وتدرك قوتها فهى لا تستطيع أن تتجاهل قوة غريمها، بل إنك لو سألت أى مسئول صينى الآن عن أقوى دولة فى العالم لأجابك بمكر شديد: أمريكا طبعا، فإذا سألته عن الصين لقال بنفس المكر: نحن دولة نامية من دول العالم الثالث،وهذا هو سر نجاح الصين،تعمل دون طنطنة ولا ضجيج.تدرك هدفها وتتجه إليه بثقة كبيرة.

آخر ما لفت نظرى فى الصحف الأمريكية هو انبعاث رائحة شياط من داخل البيت الأبيض.تبين أن سببه هو توتر العلاقة بين الرئيس جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس، حيث كشف المراقبون أن الست كاميلا هى وفريقها فى حالة غضب وغليان بسبب ما أسموه تعمد تجاهل بايدن لنائبته خاصة فى قرار الانسحاب الأمريكى من أفغانستان وما تبعه من إجراءات. طبعا لا يهم كاميلا وفريقها هذا الأمر فى شيء سوى أنه يعد مؤشرا قد يبعد كاميلا عن وراثة بايدن فى البيت الأبيض كمرشحة مستقبلية عن الحزب الديمقراطى خاصة ان صحة بايدن «على قدها» وهناك توقعات كثيرة فى عدم اكتمال مدته الرئاسية بسبب ذلك.

قد تكون مجرد رائحة شياط لن يصل لمرحلة الحريق وقد تكون مجرد زوبعة فى فنجان ممكن أن تزول آثارها بسرعة لو عزم بايدن نائبته على فنجان شاى قائلا لها: ولا تزعلى ياستى ايه رأيك لو أعدنا قواتنا من جديد لأفغانستان؟!

[email protected]