رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للدكتور «جون أوهورو» طبيب الأمراض المعدية فى «مايو كلينك» الأمريكية، مقولة ملهمة أقرب للصواب، يقول عن متحور كورونا: «يجب مراقبته للمستقبل بدل أن يصير مصدر قلق».

هكذا يتحدث العلماء الراسخون فى الطب، لكن الفزع الذى ينتاب منظمة الصحة العالمية وتصدره إلى العالم كل حين، وتثير قلاقل كارثية فى قلب الجائحة الكونية، المنظمة تعمق الفزع، يصير رعباً..

وعلى ذكر الرعب الذى تصدره المنظمة العجوز، يقول طيب الذكر صلاح عبدالصبور فى رائعته: «يوميات نبى مهزوم يحمل قلماً»: «رعب أكبر من هذا سوف يجىء/ لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالى جبل الصمت أو ببطون الغابات».

هذا‏ ‏ما‏ ‏جادت به قريحة ‏طيب الذكر فارس الشعر العربى قبل ثلث‏ ‏قرن‏، يلخص الحال فى ظل متوالية بيانات المنظمة القاطنة (من القنوط الذى هو قرين اليأس).

المنظمة (هذا الأسبوع) تحذر من متحور فيروسى جديد، موطنه القارة السمراء (جنوب أفريقيا)، لتدخل القارة دون استعدادات طبية كافية فى قلب الجائحة، وتصبح مصدراً للعدوى، ويجرى حظر دولها تباعاً.

الفيروس الأسود، سيطبق على الأجواء، أوروبا أصلاً (دون تحورات جديدة) تعيش فى رعب وتجتاحها الاحتجاجات، وكأنها تستعيد البدايات المخيفة لكورونا، القارة العجوز يكتنفها الرعب، رعب أكبر من هذا سوف يجىء!

ما أشبه الليلة بالبارحة، الوباء الأسود، كوفيد -19، يحيلك إلى حكى «الطاعون الأسود» الذى أودى بحياة سكان أوروبا خلال العصور الوسطى.

تحتاج إلى قراءة قصيدة صلاح عبدالصبور كاملة، تبتلع كأس الشعر المر حتى الثمالة، يناديكم من قبره:

يا أهل مدينتنا

يا أهل مدينتنا

هذا قولى:

انفجروا أو موتوا

رعب أكبر من هذا سوف يجىء

لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعالى جبل الصمت أو ببطون الغابات

لن ينجيكم أن تختبئوا فى حجراتكم

أو تحت وسائدكم، أو فى بالوعات الحمّامات

لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران، إلى أن يصبح كل

منكم ظلاّ مشبوحاً عانق ظلاً

لن ينجيكم أن ترتدوا أطفالاً

لن ينجيكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرض

أو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمو فى سَمّ الإبرة

لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القرَدَة

لن ينجيكم أن تندمجوا أو تندغموا حتى تتكون من أجسادكم المرتعدة

كومةُ قاذورات

فانفجروا أو موتوا

انفجروا أو موتوا

وبعدها تتساءل، مال هذا الفيروس يتوحش هكذا، البشرية تعيش أسود كوابيسها رعباً، القارة السمراء تخشى رعباً دون مضاد أو لقاح أو عقار..

حقيقة المنظمة العجوز لا تكذب علينا ولا تتجمل، أخشى أنها تبالغ، صدمتنا بتقرير أسود، ومدير منظمة الصحة العالمية، «تيدروس أدهانوم جبريسوس» يدعو إلى مواصلة المعركة، «لا يمكننا أن نستسلم وعلينا ألا نستسلم».

من واجب المنظمة التحذير، ولكنا من حقنا أن نفهم، ومحاولة للفهم نرجع إلى تشخيص الدكتور «جون أوهورو» من مايو كلينك، للتحورات الفيروسية، الذى يقول: «يمكن اعتبار التصنيفات (التحورات) على أنها «لوحة التهديدات التى يستخدمها بعض العلماء لتتبع هذه التحورات، وأنهم يتطلعون لمعرفة أى من هذه التحورات قد ثبت أنه يسبب بالفعل مرضًا بالغًا ولديه معدل إصابة مرتفع مثل دلتا، وأى منها مثير للقلق لكونه يتمتع ببعض القدرة على الانتشار ويجرى تسجيل حدوثه فى مناطق أكثر».

ويتابع: لذلك فإن شيئًا مثل «مو» الذى يجب مراقبته من كثب، يعد متحورًا مثيرًا للقلق. ومن ثمَّ فإن التحورات التى تظهر مستقبلاً (كالتحور الأفريقى) مع وجود المزيد من المخاوف الافتراضية بشأنها، لكن الأمر يستحق المراقبة، فإنها تُعد متحورًا مثيرًا للاهتمام».

ويختتم بحكمة: ويظل التلقيح هو أهم خطوة لدرء المرض الخطير الناجم عن عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19). يستغرق الأمر أسبوعين على الأقل حتى يسرى مفعول اللقاح بشكل كامل بمجرد تلقيه.